لا تقترب…
} د. زينة جرادي*
يا قاتلي
لا تقترب…
ما عُدْتُ طفلةً تترقَّبُ وصولَكْ
سرْ تائهاً على الورق دون عُنوان
قد زادني الهوى إعياء
كصخرةٍ صمّاءَ انفجرَ منها الماء
سأبتعدُ بصمتٍ وأبقى قريبة
الساعةُ تَتِكُّ باستمرار
ما لي لا أستطيعُ ردعَ أمواجِكْ
لا أستطيعُ السباحةَ عكسَ تيّارِكْ
سأعومُ ولن أغرقَ بإعصارِكْ…
ضمنَ حزامِ الوُدِّ وُلِدت
كنتُ الواحةَ في صحرائِكْ
أتيتَني بعد سراب الهجر
تغازلُني كما يراقصُ الموتُ الروح
أصطلي بنارك
وحطامُ مشاعري أرخصُ الأثمان
بفجرٍ من نورِ أصابعي تُجَدِّلُ لياليك
تُرخي اللثامَ بعد أن أصبتَ خافقي بسهمِ هواك
سقطتِ الوجوهُ من الذاكرة
اختفى ماردُ الثقة
وُئِدَ الحُلُمُ داخل الرَّحِم
وسَعَ الحزنُ المدى
تحجَّرتِ الدموع
بكفيَّ الدنيا، وأنت كلُّ الدنيا
سأهجرُ النوازل
لن أُخاوي الليلَ بعد الآن
سأُشرقُ كشمس تلحّفَتِ السماءَ برداءٍ من غيم
روحُكَ دفّةُ شراعِ البحر وانا الغريقةُ في يمِّه
في حناياك أنا الطفلةُ التي هرِمتْ من طيفِ وجودِكْ
سرابٌ أنتْ… كمشطٍ عاجيٍّ انبثقَ من ضوءِ قمر
كخيط نورٍ هارب من شمس
السماءُ ممدودةُ الأفياء
وَلَدَتْ ألفَ قمرٍ ونجمة
تسهرُ على مخدتي
كشاعرٍ ينقشُ بالسكين
تنحسِرُ كطوفانِ قطنٍ من عيون المدى
كالمدِّ والجزرِ ترقصُ على الخيال
في ورقي المحروقِ بِتَّ مدفوناً خارجَ حروفي
أتحدّاكَ أن تتسلَّقَ القلبَ على أوتارِ شعري
أنا البذرةُ التي دفنتَها فأزهرتْ مع الربيع
عيداً بين هلالين
كصائمٍ ترويني بقطرةِ ماء
لا تستحمَّ بدمعي
فالنارُ لا تُحرقُ مَنْ يُولَدُ من رَحِمِ الرماد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ