زيارة هوكشتاين المتوقعة… وسيناريوات من لا يريد الانتخابات
} د. علي عباس حمية
لربما سيقوم كبير مستشاري أمن الطاقة الأميركي الصهيوني آموس هوكشتاين بزيارة الى لبنان خلال أيام قليلة قبيل الانتخابات النيابية لزيادة الضغوط علينا من أجل إنقاذ العدو «الإسرائيلي» المتوجّب عليه إنتاج وتوريد الغاز في شهر أيار من حقول كاريش وفق عقود له مع دول عدة.
وسيواصل المثلث الخارجي المتمثل أولاً بكلّ من السفيرة الأميركية دوروثي شيا والمبعوث آموس هوكشتاين لإكمال مسلسل الضغوط والحصار والتجويع على لبنان من أجل إرغامه على التنازل عن حدود وغاز ونفط بحره وفرض عقوبات متجددة على أشخاص ومسؤولين في الدولة، او من خلال إدارات الدولة بفرض ضرائب جديدة على الشعب اللبناني بحجة مطالب صندوق النقد الدولي لتأمين الكهرباء من دول الجوار عبر وعود أميركية كاذبة لن تتحقق في المدى المنظور، وهي وعود مضللة لتمرير مؤامرة هوكشتاين بضغوطها البحرية ليستلم أو يسلم الشعلة لثالث أضلاع المؤامرة المتمثلة بالسفير السعودي وليد البخاري ليتكفل بإفشال الانتخابات.
عاد السفير السعودي الى بيروت، دون ان ينفذ لبنان قرارات اتفاق الكويت، إذن لماذا؟ عاد داعماً سمير جعجع وفريقه، ومن لا يقبل فليذهب الى الجحيم بنظره من الحلفاء، حيث لو أراد البوخاري التحدي انتخابياً وكان يريدها ان تتمّ بشكل صحيح لتدخل وشجع ظاهراً لا باطناً من وراء الكواليس وقيامه بإضعاف حلفاء السعودية من خلال عزل تيار المستقبل وآل الحريري، إلا انه جاء ليقوم بالولائم ليبرهن لمملكته عن قدرة فرض حكم ولي الأمر في استزلام ضحاياه الذين يصبحون أدوات لأدوات.
جاء السفير السعودي من بعد ان تمّت كامل الترشيحات واللوائح لاستخدامها وفق السيناريوات التالية:
أولاً من خلال إجراء الانتخابات ودعم وفوز قوات جعجع، وبالتالي سيقولون انّ حلف المقاومة لا يمثل أكثرية الشعب اللبناني لتنهال المطالبات بنزع سلاح المقاومة، أما في حال حصل حلف المقاومة على الأكثرية فإنهم لربما يوعزون لنوابهم الرابحين بالاستقالة من المجلس النيابي لإفقاده ما يُسمّى «الميثاقية».
أما السيناريو الاخير وهو في حال تمّ تأجيل الانتخابات لربما سيستدعون الرئيس سعد الحريري الى الرياض ويتمنّون عليه قسراً الطلب من نواب تيار المستقبل والحلفاء الاستقالة من المجلس الممدّد لنفسه وبالتالي سيفقد أيضاً «الميثاقية» وفق الأعراف.
كما سيقوم كلّ من السفير وليد بخاري والسفيرة دوروثي شيا باستغلال كلّ الحوادث الأمنية مثل تلك التي حصلت بمركب الموت في طرابلس، ويستعملونها لإثارة الفتن بين اللبنانيين تلك غير التي يتعمّدون إثارتها صباً بنار فتنهم من أجل نزع سلاح الشرف بمقاومة الكيان المؤقت ليكون لهم اليد الطولى في ما يتعلق بالحدود والنفط والغاز.
هل كلّ ما يقومون به من أجل ايصالنا الى الكونفدرالية بعد ان أغرقونا بسياسة فدرلة الطوائف من خلال اتفاق الطائف؟
ام هل ينبغي ان نستسلم لهم ونعترف بالتطبيع مع كيانهم المؤقت؟ بعد ان حاصرونا وأتخمونا بالفساد معظمه كان عبر أزلامهم. الا انّ كلّ ذلك سيتمّ إفشاله من قبل حلف المقاومة لأنه سيجبر المقاومة وحلفها المتمثل من كلّ الأطياف اللبنانية على اتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ لبنان عبر الاستمرار والمضي قدماً بالنواب المتبقين الحاضرين وبحزم من نقطة اللا عودة الى الوراء والقيام بإصلاحات جذرية تتمثل باستحداث وزارة للتخطيط تمسك بكلّ خيوط الوزارات السيادية والمهمة بحيث لا يمكن اتخاذ قرار كبير إلا عبرها، ومن ثم تكون بيد الأمناء على الوطن ومن دفع أغلى ما لديه لصون الوطن وقيامة الدولة الجديدة…