الوطن

«نداء إلى الأمّة» من المؤتمر العربي: لإسقاط اتفاقيات الاعتراف والصلح مع العدو

قرّر المؤتمر العربي العام الذي يضمّ المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية و»الجبهة العربية التقدمية»، توجيه «نداء إلى الأمّة» عبر القوى الحيّة فيها وفي العالم من أحزاب ونقابات ومؤسسات ثقافية وإعلامية واجتماعية ومرجعيات دينية وفكرية «من أجل نصرة شعبنا الفلسطيني في معركته التاريخية لدحر الاحتلال وإسقاط اتفاقات التطبيع والصلح مع العدو، ومواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يستهدف الأمّة كلها، والقيم الإنسانية بكل تجلياتها».

 وأشار إلى أنه «في لبنان، رغم سطوة الغزو والاحتلال الصهيوني عام 1982، التي فرضت عليه اتفاقية 17 أيار عام 1983، فإن الشعب اللبناني بكل قواه وشخصياته الوطنية والإسلامية، نجح بإسقاط هذا الاتفاق وكل مشاريع التطبيع التي يحملها، تماماً كما نجحت المقاومة اللبنانية، الوطنية والإسلامية، الباسلة في تحرير أرضه (ما عدا مزارع شبعا وكفر شوبا والغجر الشرقية) من براثن الاحتلال».

 وأضاف «في موريتانيا الواقعة في أقصى المغرب العربي، فإن نجاح شعبها في اقتلاع سفارة العدو من عاصمته نواكشوط وطرد السفير الصهيوني وقطع العلاقات مع العدو يؤكد أن الشعب الموريتاني يعتبر قضية فلسطين قضيته كما قضية كل عربي ومسلم حرّ في العالم. وفي المغرب الشقيق أُغلق مكتب الاتصال وقُطعت كافة العلاقات في شهر أكتوبر (تشرين أول) من عام 2000، بضغط شعبي هائل، ونرى حالياً فيه وفي البحرين، القلعة العربية، يومياً مبادرات وتحركات تشمل أحرار البلدين في رفض واضح للتطبيع وآثاره، فيما أبناء الكويت وتونس والسودان يُعبّرون عن مواقفهم الرافضة للوجود الصهيوني في كل مناسبة وطنية أو قومية أو ثقافية أو رياضية أو سياسية أو نقابية أو حقوقية».

 وتابع «وفي سورية والعراق واليمن وليبيا وقبلهم الجزائر، حيث تعرضت هذه الأقطار إلى حروب عالمية وإقليمية طاحنة بهدف جرّها إلى التطبيع وحيث نجحت في استدراج البعض من أبنائها إلى هذا المنزلق الخطير، إلاّ أنها صمدت ولا تزال في وجه التطبيع الصهيوني والإملاءات الاستعمارية مستندة من دون شك إلى دعم دول الجوار الحضاري ودول صديقة على المستوى العالمي، بل في دول عربية عدّة فتحت حكوماتها مكاتب اتصال للعدو في أوائل تسعينيات القرن الماضي، سرعان ما اضطرت إلى إغلاقها علناً بفضل الهبّة الشعبية العربية الهائلة التي انطلقت تضامناً مع انتفاضة الأقصى المبارك في 28/9/2000، وأكدت قدرة القوى الشعبية العربية، إذا تلاقت بتياراتها، على إسقاط التطبيع، وكل اتفاقاته ومخرجاته».

 ولفت إلى أن «العدو الصهيوني وداعميه في مأزق بنيوي سياسي وعسكري واقتصادي عميق، وأن انتزاع نصر لشعب فلسطين وأمتنا بات أمراً ممكناً إذا تصاعدت المقاومة في فلسطين، وتنامت حركة مواجهة المشروع الصهيوني – الاستعماري في الإقليم والمنطقة عبر تصعيد المعركة ضد التطبيع وكل مخرجاته، داخل فلسطين وعلى مستوى الأمّة، وتصعيد حركة المقاطعة العالمية التي بدأت تحقّق انتصارات شعبية وتضامنية وسياسية في العديد من بلدان العالم، والعمل على طرد الكيان الصهيوني من العديد من الهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية».

 واعتبر أن «أي مواجهة حاسمة مع الاحتلال داخل فلسطين وخارجها تحتاج إلى تلاقي كل تيارات الأمّة على قاسم مشترك واضح وهام، وهو قضية فلسطين بكل أبعادها، الأمر الذي حقّق في العقد الأول من هذا القرن إنجازات كبرى قبل أن يتم الإجهاز عليه بسبب الانزلاقات في سياسات التناحر والإقصاء والإلغاء والتنابذ التي شهدناها في العقد الماضي».

 وطلب من كل القوى الحيّة في الأمّة «من أحزاب ونقابات وجمعيات ومؤسسات ومرجعيات، أن تخوض في كل قطر من أقطارها معركة إسقاط التطبيع وكل عناوين المشروع الصهيوني – الاستعماري».

كما طلب «من التنسيقية الشعبية العربية التي انبثقت عن المؤتمر العربي العام «متحدون ضد التطبيع» الذي انعقد افتراضياً في 20/2/2021، وضم أكثر من 400 شخصية عربية من مختلف الأقطار والتيارات والانتماءات بالتعاون مع كل الهيئات المماثلة، إلى إطلاق مبادرات وتنظيم فعاليات تسعى إلى إسقاط كل مخرجات التطبيع في الأقطار التي أقدمت حكوماتها على التطبيع مع العدو، كما إلى بناء كتلة تاريخية كبرى تحمل مشروعاً للنهوض بالأمّة وتحشد الطاقات لمواجهة كل المشاريع الهادفة إلى احتلال إرادة الأمّة والحؤول دون وحدتها وتحررها ونموها ونهضتها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى