تواصل فعاليات إحياء «يوم القدس العالمي» بمشاركة «القومي»: معركة التحرير تقوم على محورين… مقاومة الاحتلال ومناهضة التطبيع
تواصلت فعّاليات إحياء «يوم القدس العالمي» باحتفالات وندوات حيّت مقاومة الشعب الفلسطيني لقوات الاحتلال الصهيوني، مؤكدةً أن معركة التحرير تقوم على محورين: محور مقاومة الاحتلال من جهة ومحور مناهضة التطبيع مع الاحتلال».
وفي هذا السياق، أحيت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتعاون مع بلدية الغبيري، وبرعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، «الحفل الخطابي الانشادي» تحت عنوان «معاً من أجل القدس»، في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية الغبيري. وحضر الحفل إلى جانب الوزير المرتضى، ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي، المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في بيروت محمد رضا مرتضوي، القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية حسن خليلي، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية في لبنان، حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.
وألقى الوزير المرتضى كلمة للمناسبة، قال فيها «القدس علاقة طردية وعكسية في آن معاً بين المقدس والقانون، ولهذا كان لبواباتها أن تنفتح مصاريعها دائماً على الحق وتنغلق في وجه الباطل، ولزيتونها أن تصفق أغصانه دائماً للسلام وتصفع الوجوه الحاقدة، ولناسها أن يقيموا دائماً على الرباط في أكنافها ذوداً عن السلام والحق، ودفعاً للباطل والحقد».
أضاف «أصل الحكاية أيها الأحبة، أن ليس لليهود في أرضنا من الماضي نصيب، فالمملكة القديمة التي يزعمون أنهم أقاموها هنا، تكاد رقعة سلطانها الزمنية أن تقل ديمومة عن مدّة اغتصابهم الحديث لفلسطين؛ فكيف إذا لبرهة يسيرة من الزمن أن تنتحل الزمان كله؟ وها إن الاعتداءات التنقيبية التي يجريها الصهاينة تحت أساسات المسجد الأقصى، تُخيّب آمالهم في العثور، ولو على حجر وحيد ينتسب لهم. هذا يؤكد أنهم لم يجيئوا إلى أرضنا طلباً لحق، بل اعتداء على أصحاب الحقوق الأصليين، ولذلك جعلوا كيانهم المعتدي ثكنة حربية متقدمة في المنطقة العربية، تهدف إلى قتل أهلها وتقسيم شعوبها والاستيلاء على خيراتها، في مقاربة سوسيولوجية لم تعرفها الحضارات: مجتمع حيّ يُشرّد إلى الشتات، وآخر مصطنع يؤتى بأفراده من أعراق الأرض وألسنة الجهات جمعاء، فلا يلتقون إلاّ على ظلم وتعصب وعدوان. وبعد هذا يحاضر القاتل في ثقافة الحياة».
أضاف «إجرام مارسوه ويمارسونه كل يوم: قتلاً بدم بارد على الطرقات وداخل البيوت والمخيمات، وتقطيع أوصال المناطق والمدن بحيطان الفصل العنصري والحواجز العسكرية، واعتقال المواطنين الفلسطينيين المرابطين والأبرياء، وزجهم في السجون والمعتقلات، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى الشواهد الأثرية التي تحكي قصة التاريخ، وسوى ذلك من الممارسات التي تنقل بعضها وسائل الإعلام يومياً، وتسكت عن الكثير. يقابل ذلك إصرار بطولي على الوحدة الإسلامية المسيحية وعلى المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض، حتى بلوغ النصر الأكيد».
وتابع « وبعد يا قدس يا مدينة الصلاة، إن المقاومة في سبيلك تكليف شرعي وواجب قومي وفريضة إنسانية، وليست دروب التطبيع بمفضيةٍ إليك، مهما ازدحمت بالسائرين».
أما مرتضوي فأكد في كلمته أن «مسألة فلسطين ترتبط بالوجدان الإنساني وهي مسألة محورية في العالم الإسلامي وفي طليعة قضايا العدالة في التاريخ المعاصر».
وقال «إنّ البحث في وضع القدس لا ينفصل عن وضع فلسطين، فما جرى ويجري في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً من انتهاكات ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني، يعد خرقاً صارخاً لمبادئ قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
أضاف «اليوم باتت القدس دعوة لمناهضة التطبيع، من فلسطين إلى لبنان فسورية والأردن ومصر وإيران والعراق واليمن وكل قطر إسلامي حمل هم المواجهة. ذلك أن مناهضة التطبيع تُصبح مهمة كل الأقطار، على اعتبار أنّ معركة التحرير تقوم على محورين: محور مقاومة الاحتلال من جهة، ومحور مناهضة التطبيع مع الاحتلال وكلا المحورين يصبان في القدس وفي تحرير مقدساتها».
وقال رئيس بلدية الغبيري «لقد أعلن الإمام الخميني يوماً عالمياً للقدس الشريف وهو يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك من كل عام، ما يؤكد مدى أهمية هذه القضية المقدّسة التي شغلت فكر وروح وجهاد الإمام».
أضاف «هذا الإعلان، لم يكن خاصاً بالمسلمين بل يوماً عالمياً، ولعله في ذلك إشارة إلى إعطاء الإمام للقضية الفلسطينية بعدها العالمي كنموذج للصراع بين الحق والباطل. كما يمكن الملاحظة في خصوصية هذا الإعلان أنه حصل في شهر رمضان وهو شهر الوحدة بين المسلمين».
وتضمّن برنامج الاحتفال كلمات لكلّ من الكاتب روني ألفا بعنوان «القدس موئل الديانات والحضارات»، قصيدة لشاعر فلسطين الدكتور شحادة الخطيب، الحكواتية سارة قصير «الحكايات الفلسطينية».
وأقامت «لجنة دعم المقاومة في فلسطين» ولجان العمل في المخيمات ندوة سياسية في مركز الإمام الخميني للجالية الإيرانية، تحدث فيها نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، الباحث والمناضل منير شفيق. وأدار الندوة الدكتور مصطفى اللداوي.
حضر الندوة ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي، إلى جانب قيادات وممثلي الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية.
وقال شفيق في مداخلته «نحن ومعنا الملايين ومئات الملايين نحتفي بيوم القدس بقلوبنا وجوارحنا لنحقق دعوة الإمام الخميني، ونُحدّد البوصلة نحو الاتجاه الصحيح الذي لا حيدة عنه. حتى أصبح يوم القدس العالمي جامعاً للنخب المقاومة والجماهير المنتفضة».
وأشار إلى أنه «عندما قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضم القدس للكيان الصهيوني وتسميتها عاصمة له، نقل الصراع حولها إلى مستوى لا سابق له. وبهذا أصبح تهويد القدس على الأجندة اليومية للكيان الصهيوني والصهيونية العالمية والإمبريالية الأميركية، الأمر الذي يدفع الصراع كله وعلى مستوى عاملي ليتمحور حول القدس».
وختم «يوم القدس لم يعد ليوم واحد في آخر جمعة من شهر رمضان فحسب وإنما أيضاً أصبح حاضراً لطوال السنة وإلى أن يأتي يوم التحرير».
بدوره، اعتبر قماطي أن «يوم القدس العالمي ليس هدفاً بحد ذاته كيوم، الهدف هو حماية المقدس والدفاع عنه والدفاع عما يرمز إليه هذا المقدس. ليس الدفاع فقط عن القدس وإنما الدفاع عن فلسطين والأمّة والدفاع عن هذه المنطقة المستهدفة بالأطماع الخارجية».
وقال «نرى اليوم تمسكاً بالقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين كل فلسطين بهذه العمليات البطولية التي بدأت تعود مجدداً»، معلناً «أننا كمقاومة لبنانية فلسطينية وكمحور مقاومة أصبح يضم دولاً، أننا جميعاً نتبنى تحرير فلسطين كل فلسطين ونتبنى ان تعود فلسطين إلى أهلها وأن يُنهى هذا الكيان الغاصب».
كما أقام تجمع العلماء المسلمين، في «يوم القدس العالمي»، احتفالاً في مركزه بحارة حريك، حضره أعضاء المجلس المركزي والهيئة العامّة.
وألقى رئيس مجلس أمناء التجمع الشيخ غازي حنينة كلمة قال فيها «بعد هذه السنوات والعقود الأربعة وقليل من بعدها، بتنا ندرك أن في اللدّ رجالاً استطاعوا أن يرغموا الصهاينة على كثير من الأمور التي يريدها هؤلاء الشباب. جنين اليوم محصنة، وكل ذلك بفضل الله عز وجل، ثم بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأكد رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله «أن مشروع الفتنة المذهبية لم يحقق أهدافه، وهو وإن أحدث بعض الندوب إلا أننا استطعنا الانتصار عليه وحدّدنا بشكل واضح أن الصراع في الأمّة ليس صراعاً مذهبياً، بل هو صراع سياسي بين نهجين، نهج مقاومة تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران، ونهج استسلام للشيطان الأكبر بقيادة الولايات المتحدة الأميركية».
من جهتها، حيّت «لجنة عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف»، في بيان لمناسبة يوم القدس العالمي «الشعب الفلسطيني الصامد الصابر، والقافلة الطويلة من الشهداء والأسرى والجرحى، والمقاومين الأبطال الذين يواجهون الاحتلال الصهيوني البغيض على أرض فلسطين الحبيبة بإرادة وعزيمة قلّ نظيرها».
واعتبرت أن يوم القدس العالمي سيبقى يحييه أبناء الأمّة والأحرار في أنحاء العالم «لما لهذه المناسبة من رمزية عظيمة لدى جميع المؤمنين بالقضية الفلسطينية المحقة، وليعلم العدو بأننا لن نتخلى عن فلسطين مهما طال الزمن».
وأكدت أن «فلسطين ستبقى القبلة الأساسية والمركزية للجهاد والمقاومة ضد قوات الاحتلال، مهما حاول البعض إبعاد البوصلة عنها، خدمةً للمشروع الصهيوني – الأميركي الذي يحاول السيطرة على أمتنا ومقدراتها، وتقسيم أوطاننا وتجزئتها إلى دويلات طائفية ومذهبية، حتى يستطيعوا إنجاز مشروع التطبيع مع العدو في المنطقة الذي سيفشل ويبقى حبراً على ورق».
ودعت اللجنة «الشعب الفلسطيني إلى التمسّك أكثر من أي وقت مضى بخيار المقاومة والكفاح المسلّح في مواجهة العدو الصهيوني، لأن التجارب أثبتت أن المقاومة الوحيدة القادرة على مواجهة العدو وتحقيق الانتصارات عليه كما حصل في جنوب لبنان وقطاع غزة».