الوقوف مع الحق شرف وشهامة ومروءة
} د. جمال شهاب المحسن *
الإنسان الشجاع في وقفته الجريئة وكلمته الصادقة، فالوقوف مع الحق شرف وشهامة ومروءة..
الإعلامي مَن ينقل الواقع كما هو دون خوف أو تزييف.
الشاعرُ شعورٌ وموقف قبل أن يكون ناظماً للشعر.. فالشاعر الحقيقي مَن يقف في حياته كلها دفاعاً عن أرضه وشعبه وعرضه والحق والخير والجمال..
المثقّف هو الذي يندمج مع ضميره ويأخذ المواقف الثورية الحاسمة وليس هو مَن يوظِّف نفسه عند مصالحه الأنية خدمةً للأشرار والاستعمار الغربي والصهيونية المجرمة والإمبريالية الاميركية الغاشمة الذين يتاجرون بالشعارات والرايات المزيَّفة ويتلاعبون بالعقول ويكرّرون أكثر فأكثر بعهرٍ إعلامي وثقافي أضاليلهم وأكاذبهم ويفترضون أنهم يقولون «حقائق» ولكن الحقائق والوقائع والأدلة الدامغة تؤكد أنهم أعداء الشعوب والإنسانية ويصدّرون الثورات المضادة ويشعلون ويغذون الحروب الأهلية ويعملون في التخويف والترهيب والتجويع والتدمير الشامل كما يحصل في منطقتنا، وكلّ ذلك لمصلحة استمرار الكيان «الإسرائيلي» المصطنع الذي أسموه زوراً وبهتاناً «دولة إسرائيل» التي هي «دولة الغيتو» المعزَل الأكبر الذي صنعه الاستعمار الغربي والصهاينة في قلب الوطن العربي لليهود و»حاراتهم» بتبريرات ومزاعم وادّعاءات كاذبة.. فـ «إسرائيل» هي «الغيتو دولة» وهي «دولة الغيتو» ولكن كما ذاب ويذوب الغيتو في الخارج فلن يمضي وقت طويل حتى يذوب ويزول غيتو «إسرائيل» الى الأبد كما توقّع باستشراف تاريخي واضح وحاسم العبقري الفذّ الشهيد الدكتور جمال حمدان الذي قتله الموساد «الاسرائيلي» والذي كتب بحثاً علمياً هاماً في فبراير عام ١٩٦٧ تحت عنوان «اليهود أنتروبولوجياً» أكد فيه سقوط أيّ ادّعاء أنتروبولوجي وسياسي وأيديولوجي للصهاينة في ادّعاء العودة إلى «أرض الميعاد».. فبغضّ النظر عن أنّ القانون الدولي الإنساني يتكفل بشجب ادّعاءاتهم بأيّ أساس تاريخي أوديني فإنّ الأنتروبولوجيا تبدّد أيّ أساس جنسي عرقي قد يزعمون به، فاليهود ليسوا قومية ولا هم شعب أو أمة بل هم مجرد طائفة دينية تتألف من أخلاط من كلّ الشعوب والقوميات والأمم والأجناس، والأهمّ من كلّ ذلك أنهم في معظمهم بأكثر من 95 بالمئة متهوّدون وليسوا يهوداً في الأصل خرجوا من فلسطين التاريخية ليعودوا إليها.
ولقد حاول الشهيد الدكتور جمال حمدان التوسّع أكثر في كتاب آخر من ألف صفحة عن «اليهود والصهيونية وبني إسرائيل»، وقبيل نشره سارعت «إسرائيل» الى قتله ولكنها لم تستطع قتل وحجب إشعاعه الفكري العظيم، فإرادة الله فوق كلّ الإرادات وصلابة المؤمنين بحقوقهم التاريخية سيعيدون كلّ الأمور الى نصابها وسيحققون النصر المبين مهما كلفت التضحيات.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ صدق الله العلي العظيم.
وبمناسبة يوم القدس العالمي الذي أطلق فعالياته الإمام الخميني، نحيّي الهبّة الفلسطينية في القدس والمدن والبلدات الفلسطينية والتي تبشّر بانتفاضة فلسطينية كبرى فيها كلّ الخير والنصر والثمار الطيبة لقضية فلسطين التي كانت وستبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين وكلّ أحرار العالم.
ونحيّي حاملي البنادق وكلّ أنواع السلاح المقاوم من أجل تحرير القدس وفلسطين والجولان السوري المحتلّ وما تبقّى من الأراضي اللبنانية المحتلة وكافة المقدسات من رِجس الاحتلاليْن الصهيوني والأميركي.
وهنا نقول :نحن كمقاومين أحرار بالمرصاد في مواجهة كلّ أنواع التآمر والعدوان على محور المقاومة.
«إسرائيل» وحلفاؤها أعداؤنا.
المقاومة وثقافتها نهجنا وطريقنا.
إرادتنا صلبة وقبضاتنا قوية وأقلامنا لن تنكسر في معركة التحرير.
وخسِئَ المستسلِمون للكيان الصهيوني الإرهابي المجرم.
ونحو النصر دائماً وأبداً…