«أميرة الأحلام» فيلم تربويّ سوريّ لمجموعة شمس الوطنيّة على مسرح الحمراء في دمشق
أطلقت مجموعة شمس الوطنيّة فيلم «مملكة الاحلام» على مسرح الحمراء في دمشق، وهو فيلم تربويّ من إنتاجها يروي حكاية أطفال في بلد عمره 11 ألف عام تعرّض لحرب دامت عشر سنوات وعاشوا كل تداعياتها، لكنهم مازالوا يحلمون بتغيير واقع بلدهم إلى الأجمل.
الفيلم الذي ألفه وأخرجه طلال لبابيدي وقام بوضع الألحان والموسيقى التصويريّة له ريبال الهادي يتمحور حول شخصيتي “أميرة الأحلام وكابوس” اللتين تمثلان جانب الخير والشر انطلاقاً من مقولة إنه “لا يكفي أن تحلم بل عليك أن تعمل حتى تحقق الحلم”. كما يناقش انجذاب الأطفال لعالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وضرورة استخدامها لتطوير قدراتهم ومواهبهم وتحذيرهم من محتواها السلبي بقالب تمثيلي يجمع المواقف الطريفة والمضحكة إلى جانب العبرة والحكمة.
وقال الدكتور دارم الطباع وزير التربية في تصريح للصحافيين: “هذا العمل الذي رعت إطلاقه الوزارة تجربة عظيمة سيكتب لها النجاح لأنها تتوجه لأطفالنا الذين يفتقدون لسينما خاصة بهم وللبرامج التلفزيونية التربوية التوعوية ما يتطلب إنتاج المزيد من هذه الأعمال”.
منوها بجهود الشركة المنتجة باعتبار الاهتمام بالطفولة مسؤولية وطنية ومجتمعية لخلق فن حقيقي يعرض على المسارح وصالات السينما.
اما فيصل سروري عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق فقال في كلمة له إن العرض ذو طابع وطني وقدم جرعات من الأمل والتفاؤل لأطفال سورية الذين مروا خلال السنوات الطويلة الماضية بأزمة أثرت بهم بمختلف الجوانب ولا سيما على الصعيد النفسي متمنياً تضافر الجهود لتنشيط الحركة الثقافية في سورية.
بدوره أوضح مؤلف ومخرج الفيلم طلال لبابيدي أوضح في تصريح لوسائل الإعلام أن فيلم مملكة الأحلام موجّه للأطفال من عمر 4 سنوات لـ 12 عاماً وينطوي على قالب “المسرح المؤفلم” كأول تجربة من نوعها في سورية في حين هنالك تجارب دولية عديدة ضمن هذا النوع لكنها لم تحمل مضامين للأطفال، معتبراً أن عنصر المغامرة في هذا الفيلم كان مشاركة ممثلين أطفال أضفوا عليه الطاقة والإيجابية والتجدد.
ريبال الهادي من صناع الفيلم لفت إلى أنه بداية لأعمال مخصصة للأطفال ستتولى إنتاجها مجموعة شمس الوطنية التي تعنى بالأغنية الوطنية الملتزمة منذ 17 عاماً، انطلاقاً من ضرورة الاهتمام بصغارنا وإنتاج أعمال هادفة مخصصة لهم لها علاقة بالحالة الوطنية، موضحاً أن الفيلم سيقدم في المدارس والمراكز الثقافية وصالات العرض السينمائي في سورية على مدار العام.
من جهته ذكر أحمد تسبحجي مدير التسويق لشركة شيبسو الراعية للفيلم أن فيلم مملكة الأحلام الذي يطرح مواضيع تحاكي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وهي الأطفال يتوافق مع توجهات الشركة بدعم العمل الاجتماعي في سورية وإيلاء حيز الاهتمام بالجيل الجديد ولا سيما بعد مرور سنوات من الحرب لافتاً إلى أهمية تضافر الجهود لإقامة ندوات توعوية وفعاليات تعنى بالأطفال لتعزيز الجانب الأخلاقي لديهم وتقديم فرص للنهوض بواقعهم.
أما المخرج المهند كلثوم الذي يحرص دائماً في أعماله السينمائية على التركيز على الطفل السوري كقضية أساسية ويعوّل على قدراته فوجد أن الوسط الفني في سورية يحتاج إلى تجارب جديدة تثري المشهد الثقافي الموجه للطفولة، معتبراً أن فيلم مملكة الأحلام تجربة جميلة تجذب الجمهور ولا سيما الأطفال لخشبات المسارح ودور السينما في ظل الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي.
الممثل زين العابدين شعبان الذي أدّى شخصية “الكابوس” أوضح أن الدور له إسقاطات على الواقع حيث يعكس الصعوبات التي تسلب أحلام الإنسان بشكل عام، ورأى أن الأعمال الموجّهة للأطفال يجب ألا تحمل سمة المباشرة لكونهم قادرين بذكائهم على تكوين لوحة بصرية من المحتوى تدعوهم لتجاوز ما حولهم من معوقات وبناء واقع أجمل.
شخصية “أميرة الأحلام” التي تحمي أحلام الأطفال ليحققوها ويصلوا لأهدافهم جسدتها الممثلة مادونا حنا، حيث وصفت تجربتها بالفيلم بالفريدة من نوعها في مسيرة عملها المسرحية المتعلقة بالأطفال.
الممثل فيديل المعلوف الذي لعب دور “درويش” الطفل الكسول المولع بتناول الطعام بشراهة ذكر أن العمل هو تجربته الأولى بمجال الأفلام، ولكنه عمل سابقاً في المسرح والدوبلاج معتبراً أن الطفل يمكن أن يغير أسلوبه ويظهر مواهبه متأثراً بالأشخاص الإيجابيين المحيطين به خاصة إذا شاهدهم على المسرح أو التلفاز.
أما دور فرح الطفلة المجتهدة المرحة أدته الممثلة يارا إدريس وقالت إن مشاركتها في الفيلم أضافت لها خبرات مهنية جديدة تساعدها على المضي في طريق الفن بعد عدة مشاركات لها في الدراما.
الممثل اليافع الليث ناجي لعب دور عادل الذكي الشجاع حيث وصف الفيلم بأنه تجربة جديدة تركت بصمة مميزة في مجال عمله وكسرت حاجز الوقوف أمام الكاميرا، حيث حاول إيصال رسالة أن الإنسان يجب أن يلاحق حلمه ويسعى للوصول إلى مبتغاه دون ملل.