الحرب الإعلامية أخطر وأكبر من الحرب العسكرية…
} رنا العفيف
بعد إصدار المرسوم الرئاسي الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد، والذي يشمل مرسوم العفو عن جميع السجناء والموقوفين المشمولين بالمرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2022، القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة قبل تاريخ 3/4/2022 سيتمّ إطلاق سراحهم تباعاً خلال الأيام المقبلة.
وقد دعت وزارة العدل السورية على صفحتها الرسمية، إلى عدم الانجرار إلى ما يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أو المصادر الإعلامية غير الرسمية، سواء لجهة تحديد أماكن تجمّع وانتظار أو لجهة نشر أسماء وقوائم غير دقيقة، ولكن ما حصل خلال اليومين، كان أبشع وأقذر من أصداء أبواق تدّعي الإعلام والإنسانية، وهي لا تمتّ للإعلام بصلة، لأننا كما اعتدنا دائماً على رسالة الإعلام الخالدة، السامية بالصوت والصورة المتمثلة بالإعلام السوري وأبطاله البرَرة، كما لكلّ جهة إعلامية رسمية الحقّ في أن تبذل جهودها لصدّ المؤامرة في الحرب الإعلامية الحديثة التي تطال سورية وأبناء جلدتها، فالكثير من أبناء الأمة لا يعلمون ماهية الحرب الإعلامية وأهدافها وتأثيرها، ليستوقف البعض السؤال: ماذا تعني الحرب الإعلامية؟
فنّ الحرب الإعلامية وصوغ الفكرة الأساسية للحرب الإعلامية، تقول إنّ من أدواتها هي استهداف العقول لا المدن، وبالتالي تسبح وتغوص بعض وسائل الإعلام المأجورة لتطال القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية كما شاهدناها في بداية الأحداث في سورية، فتتجدّد هذه الآفة بين الحين والآخر كلما اقتربت سورية من النصر، لتظهر وسائل إعلامية وحشية كانت شريكة بسفك الدم السوري، بشكل تقليدي فعلي، لتشوّه صورة الدولة، لذا علينا نحن أن نكون أكثر استعداداً ووعياً واطلاعاً على الأحداث من حولنا، لأنّ معظم الحروب الإعلامية والتي ظهرت حديثاً، تستخدم كدرع أو واقٍ، للهجوم على طرف كسلاح، فيصبح جزءاً من الحرب الناعمة، لضخّ أخبار أو معلومات مكثفة تقلب الموازين، كما نرى اليوم عاصفة إعلامية تحيك ضدّ سورية ظهرت من جديد لبث الفتن والشائعات المفبركة قد تؤثر على اللاوعي عند المتلقي، لذا كان علينا واجب التصدّي لهذه الحملات والدعايات التي تحاول تشتيت شعب مثقف واع، ونحن بالغنى عنها لفتح الباب أمام الشائعات، علماً أنّ الإعلام السوري الوطني الذي نفخر به كلّ الفخر وضع خططاً مسبقة بدعم خطط استراتيجية لمواجهة الأزمات، وهو متمكّن من خلاله يخاطب المتلقي أينما كان وبطريقة سهلة، وطبعاً هذا لا يروق لأعداء سورية.
فالحرب الإعلامية هي أكبر خطورة من الحرب العسكرية لها أساليب ملتوية، شاذة عن الأخلاق، وبعيدة عن التربية الإعلامية الصحيحة، التي تحمل الصدق والشفافية والأمانة، وبالتالي نتحدث عن شفافية الدولة السورية وقيادتها الحكيمة ومؤسّساتها التي لا تكلّ ولا تملّ من إعطاء الوطن والمواطن جزءاً من اهتمامها، كما وزارة العدل التي نوّهت ولفتت عناية المواطن ببيان لها، أنها تدرك وتقدّر عالياً لهفة الأهالي لملاقاة أبنائهم المشمولين بمرسوم العفو، وتؤكد في الوقت ذاته انّ هذا التجمّع والانتظار من قبل الأهالي لا داعي له، لا سيما أنّ المشمولين بالعفو يتمّ إطلاق سراحهم مباشرة بشكل فوري ومتتابع بعد إتمام الإجراءات القانونية، ولا يتمّ نقلهم إلى أماكن هذه والتجمعات…
طبعاً جاء البيان التوضيحي نتيجة تجمع المئات من المواطنين في عدد من الأماكن العامة، وأظهرت وزارة العدل حرصها على صحة كبار السنّ للوقوف لساعات طويلة، ولكن على ما يبدو، هناك من يستغلّ هذه الثغرة للاصطياد بالماء العكر، لبث الحقد والفتنة، لغايات كثيرة منها استهداف أمن المنطقة، واستهداف عقل المتلقي، ودبّ الذعر في نفوس شعبنا العظيم الأبي. فكلّ التحية لقائد الوطن وقيادته الحكيمة، وشعبه العريق الأصيل. كما أننا نلفت عناية المواطن، بمعركة الوعي، لأنّ الوعي أيضاً ثقافة مقاومة تعني الكثير للشعوب المنطقة.