موسكو تهدّد بتدمير عواصم الناتو خلال ساعات في حرب نوويّة بعد تلميحات غربيّة بالمواجهة / الأسد يلتقي خامنئي… والمقاومة تردّ على التهديد باغتيال السنوار: لا تفتحوا أبواب جهنم عليكم / 130 ألفاً انتخبوا… وتوازن سياسيّ في الاغتراب… ونصرالله يتحدّث اليوم وبري غداً /
كتب المحرّر السياسيّ
تبدو الحرب في أوكرانيا عشيّة تحوّلات نوعية كبرى مع ذكرى العيد الوطني الروسي للانتصار على النازية في التاسع من أيار، حيث بات محسوماً أمر المقاتلين المتطرفين في ماريوبول لجهة الاستسلام الذي تدور المفاوضات النهائيّة على تفاصيله، بينما تتقدم القوات الروسية بسرعة وثبات في محاور القتال شرق أوكرانيا وتقترب من لحظة حسم السيطرة على كامل إقليم دونباس بالإضافة لمحافظتي خيرسون وخاركيف، فيما يبدو الرهان الغربيّ عموماً والأميركي خصوصاً على صمود الجيش الأوكراني لتشكيل قوة استنزاف قادرة على تحمّل مواصلة الحرب مع روسيا، وقد دخل اللحظة الصعبة، بعدما تعقّدت وسائل إيصال المساعدات العسكرية إلى داخل أوكرانيا، ونجحت القوات الروسية بتدمير خزانات الوقود ومعامل تكرير النفط، وخرجت العديد من محطات القطارات عن الخدمة، ما دفع بعدد من القيادات الغربيّة للتلويح بتوسيع نطاق الحرب، سواء بتلميحات أميركيّة لاحتمال اللجوء إلى إيصال المساعدات العسكرية مباشرة، وصدور تصريحات وزير الدفاع الأميركي عن عنوان للمساعدة الأميركية هو إضعاف روسيا، وتورّط الرئيس الأميركي بكلام عن النيّة بالمضي في المواجهة حتى تغيير الرئيس الروسي ونظامه، بينما قال مسؤولون بولنديون إن الشعب الأوكراني والشعب البولندي شعب واحد، وهذا ما سيترجمه البولنديون في وقفتهم مع أوكرانيا بمعزل عن الحدود التي تفصل بين البلدين، ولم يتأخر الرد الروسي على لسان مسؤولين سياسيين وعسكريين كان أبرزها ما قاله قائد القوة الجوفضائيّة في الجيش الروسي الذي قال ان الصواريخ الروسية الاستراتيجية الحديثة والمطوّرة ستتكفل في أي حرب نووية الى تدمير عواصم الناتو خلال ساعات.
في المنطقة جاء اللقاء الذي جمع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد بقائد الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي، تتويجاً لبرنامج الزيارة التي قام بها الأسد الى طهران والتقى خلالها بالرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ومسؤولي الدولة الإيرانية. وتأتي الزيارة في لحظة متغيرات دولية وإقليمية تضع سورية وإيران في مكانة متقدّمة، أشار السيد الخامنئي اليها، والحاجة لتعزيز العلاقات والتنسيق بين الدولتين؛ بينما قالت مصادر مواكبة للزيارة أنها تعبير عن تشاور عالي المستوى بين سورية والحلفاء لرسم معالم المرحلة المقبلة التي ستشهد خطوات نوعيّة لصالح تعزيز مكانة وموقع سورية ودورها وقوتها وحضورها العسكري والسياسي، سواء في استعادة أراضيها من سيطرة الجماعات الإرهابية وانهاء الاحتلالين الأميركي والتركي، أو لجهة حجم التقدم في انفتاح المزيد من العلاقات السياسية الدولية والإقليمية تجاه سورية.
في المنطقة أيضاً تصدّرت فلسطين المشهد مع المزيد من التصعيد في الموقف السياسي والميداني، بين قوى المقاومة وجيش الاحتلال، على خلفية التهديدات الإسرائيلية بعملية تستهدف المقاومة في غزة، والتلويح باقتحام مخيم ومدينة جنين، وصولاً للتهديدات التي تحدثت عن الدعوة لاغتيال رئيس حركة حماس في غزة القيادي يحيى السنوار، ولم تتأخر المقاومة عن الردّ بقوة على التهديدات، حيث قال الناطق بلسان قوات عزالدين القسام أبو عبيدة أن كيان الاحتلال يلعب بالنار ويفتح على مستقبله وأمنه ووجوده أبواب جهنم.
لبنانياً، انجزت الانتخابات النيابية على مرحلتين في بلاد الاغتراب، وانتخب بحصيلتها قرابة 130 ألفاً من المغتربين، وأظهرت المشاركة نسباً تحاكي نسب عام 2018، لكن مع فارق ارتفاع عدد المسجلين الى أكثر من الضعفين ومثله عدد المقترعين، وشهدت العواصم والمدن الكبرى حشوداً أوضحت هويتها السياسية وجود توازن سياسيّ في اتجاهات تصويت الاغتراب، حيث بدا بوضوح ميل الناخبين في دبي لتشكيلات المجتمع المدني، تحت عنوان الدعوة للتغيير، بدت انتخابات الأميركيتين واستراليا موزعة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بينما جاهر ناخبو برلين وساحل العاج بالولاء لحركة أمل، وظهرت باريس متوازنة بين الجميع، وقرأت مصادر إحصائية في الحصيلة عيّنة مصغرة عن المشهد الانتخابي المقبل يوم الأحد في 15 أيار، حيث ستبقى الكلمة الفصل للناخب المحليّ بعد تراجع فرضية تحوّل الانتخاب الاغترابي في أوروبا الى تسونامي لصالح جمعيّات المجتمع المدني، ولصالح القوات في الأميركيتين، فيما جاء التصويت في السعودية مرجحاً كفة المقاطعة التي التزمها ناخبو تيار المستقبل. وفي المشهد السياسي الانتخابي يطلّ اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخامسة مساء اليوم، بينما يوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة للبنانيين استعداداً للانتخابات النيابية غداً.
انتهت انتخابات بلاد الاغتراب على عكس المتوقع، فنسبة المشاركة لم تكن بحدود المنشود او بحدود الراغبين بالتغيير وبعقاب المنظومة السياسيّة. وهذا يعني ان رهان بعض المرشحين على اصوات المغتربين التي من شأنها ان تقلب المعادلة الراهنة قد تلاشت في الساعات الماضية. فالمزاج الاغترابي انطلاقاً مما نقلته وسائل الاعلام المرئية لم يتحرر بعد التبعية السياسية. ولكن رغم ذلك يمكن القول إن التعاون والتنسيق بين وزارتي الداخلية والخارجية نجح في تمرير انتخابات يومي الجمعة والأحد في دول الاغتراب بسلاسة وبسلام بعيداً عن الخلافات، فمشاكل الاكتظاظ وتأخر الناخبين في الإدلاء بأصواتهم تبقى أموراً طبيعية وتحصل في كل دول العالم.
وكشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أنّ نسب الاقتراع في الخارج مرتفعة ويمكن أن تصنع فارقاً في النتائج خلافاً لما حصل في الدورة الماضية، لكنه أشار الى أنه يفضل أن تكون انتخابات الخارج في المرة المقبلة في اليوم نفسه لانتخابات الداخل ولمَ لا أن يتمّ فرز الأصوات في الخارج أيضاً.
وكان بوحبيب كشف أن «نسب الاقتراع في افريقيا ليست عالية الا انها تغيرت وتبدلت. ففي ساحل العاج، تجاوزت النسبة الـ50% في حين بلغت في مالي 57%. أما في الغابون، فإنّ نسبة الاقتراع وصلت إلى 30% وفي الكونغو كانت النسبة 63%، في حين وصلت إلى 45% في زامبيا. أما في غانا، فإن نسبة الاقتراع بلغت 57% وفي غينيا 35% وفي أنغولا 50%. أما في سيراليون، فإن النسبة بلغت 44% وفي توغو 46%.
وفي استراليا بلغ عدد المسجلين 20661 انتخب منهم 11,321 أي ما نسبته 54,83 في المئة في سيدني اقترع 9021 ناخباً أي بنسبة 55 في المئة وسجلت كانبيرا النسبة الأدنى للاقتراع مع 40 في المئة فيما سجلت ملبورن نسبة 55 في المئة، ما يشكل مجموعاً عاماً بلغ نسبة 55 في المئة في استراليا.
وفي أوروبا من أصل سبعين ألف ناخب مسجل على اللوائح اقترع 14 ألف أي بنسبة 20 في المئة، في فرنسا اقترع 4232، في ألمانيا تجاوزت نسبة المشاركة الـ47%، بريطانيا وايرلندا الشمالية 1288. قبرص 79%. اما في باقي الدول الاوروبية فلم يتخط الاقتراع فيها الالف مقترع. وتجاوز عدد المقترعين في كندا 4324 ناخباً، علماً أن صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة وكندا ستقفل 8 صباح اليوم.
أما نسبة الاقتراع في دبي فبلغت 68%. فيما بلغت نسبة الاقتراع في أبو ظبي 70,43%.
ولفت بو حبيب إلى ان «صناديق الاقتراع ستصل تباعاً الى لبنان بعد إقفال الأقلام ونريد إجراء الانتخابات بنزاهة وشفافية والدبلوماسيون هم أبناء هذا البلد ولم يقوموا بأي خطأ حتى اللحظة وهم يريدون انتخابات شفافة».
كما اعتبر وزير الداخلية بسام المولوي من غرفة مراقبة الانتخابات في وزارة الخارجية أن الوزارة وفت بما وعدت به وحضّرت للانتخابات بطريقة جيدة وأفضل من الظروف التي نعيشها.
ورداً على سؤال حول الخروق التي تحصل في ألمانيا، قال: «اللوائح مرقمة ولا نسخات أخرى ممكن أن يستلمها أحد ورئيس القلم سيسلم في نهاية اليوم النسخ بالأرقام، وما حصل في برلين سيذكر في محضر الاقتراع وسنعالجه والأوراق لا تعتبر ملغاة».
وكانت وصلت صناديق اقتراع المغتربين التي جرت الجمعة في 10 دول هي مصر والكويت والسعودية وسلطنة عمان وإيران وسورية والأردن وقطر والبحرين والعراق الى لبنان تباعاً، فسلم الدبلوماسيون الحقائب المتضمنة اصوات الناخبين المغتربين الى مسؤولين في وزارة الداخلية، حيث تم تسطير محاضر بها، قبل ان تتسلمها عناصر من قوى الأمن الداخلي التي نقلتها بدورها الى مصرف لبنان. وقد بلغت النسبة 59.49%، وقال بوحبيب: «هناك 3 دول بلغت نسبة الاقتراع فيها فوق الـ 70% وهي إيران، والبحرين وسورية. وأشار إلى أنه سجّلت في كل من العراق ومصر نسبة إقبال دون الـ 50%، فيما شهدت بقية الدّول نسبة اقتراع فوق الـ 60%.
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدّد من وزارة الخارجية على موضوع «ميغا سنتر» الذي لم يُقرّ بعد، ثم كانت له وقفة في غرفة هيئة الرقابة واطلع على كيفية مراقبة الانتخابات في الخارج.
وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزارة الخارجية لمواكبة المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في الخارج. وقال: «لقاؤنا معكم الأحد المقبل في الانتخابات التي ستجري في مختلف الأراضي اللبنانية وسنواكبها بالتأكيد من وزارة الداخلية، على أمل أن تكون خاتمة هذه الانتخابات خيراً على لبنان واللبنانيين».
وقال: «من خلال ما بدأ يصل من نتائج، يمكننا القول إن النتائج ونسب الاقتراع جيدة، وقد تابعت مع شركة Dhl عبر ممثليها هنا مراحل نقل الصناديق الانتخابية الى لبنان بمهنية ودقة». ورداً على سؤال عن تدني نسب الاقتراع اجاب: «دورنا أن نهيئ كل الأجواء التي تتيح للناس أن تقترع بكل حرية وديموقراطية، لكن بالتأكيد لا يمكننا إجبار الناس على الاقتراع. في هذا الإطار لفتني انه في عدة دول افريقية لم تكن نسب الاقتراع كبيرة، لكن كما علمت ان نتائج عدة مراكز لم تصل بعد، وربما تتحسن نسب الاقتراع. في كل أفريقيا بلغ عدد المقترعين 17,800 ناخب، في الوقت الذي بلغ العدد في دبي وحدها 19,900 ناخب».
وقال: «هذه التجربة الانتخابية مفيدة جداً وضرورية لكي تتم الإفادة في الدورات المقبلة والطلب الى مجلس النواب معالجة أي ثغرة في قانون الانتخابات الحالي. وأعطي مثلا على التعديلات الممكنة لجهة إجراء الاقتراع في الداخل والخارج في الوقت نفسه، وأن يتم الفرز في السفارات بدل تكبّد الأعباء المالية لنقل الصناديق الى لبنان، ناهيك عن ضرورة القيام بحملة أكبر في الخارج لحض الناس على الاقتراع. ونشكر الله اننا لم ننشئ دائرة انتخابية خاصة للمغتربين في الخارج، لأن هذا الإجراء كان سيفصل نهائياً بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر».
وردا على سؤال قال: «التغيير الذي تحدثت عنه هو في قدرة مجلس النواب الجديد على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للمجلس وتسمية رئيس جديد للحكومة والاسراع في عملية التشكيل، والأهم أن يواكب المجلس الجديد عمل الحكومة في ظل التحديات الكبيرة، فيتكامل عمل المجلس النيابي الجديد والحكومة الجديدة لإنهاء المسائل الأساسية والإصلاحات المطلوبة، لتبدأ من ثم نهضة لبنان».
شهدت وزارة الخارجية والمغتربين حركة دبلوماسية كثيفة وتفقد سفير بريطانيا ايان كولارد غرفة العمليات لمتابعة انتخابات المقترعين في وزارة الخارجية والمغتربين.
وحثّ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي، بوب مينيديز، الحكومة اللبنانية على «ضمان إجراء الانتخابات المقبلة في الوقت المحدد، وبطريقة شفافة، وتمثيلية ونزيهة». وقال في بيان صحافي إن الانتخابات النيابية في لبنان «حاسمة» وإنه يؤيد جميع «الناخبين اللبنانيين الذين ما زالوا ملتزمين بمستقبل ديمقراطيّ مزدهر لبلدهم، بمستقبل تسمح فيه سيادة القانون للحكومة بتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيها ومحاسبة المتورطين في الفساد الذي أدى إلى كل هذه الأزمات الاقتصادية والانفجار المميت في ميناء بيروت في 4 آب 2020».
الى ذلك يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المهرجان الانتخابي الذي يقيمه حزب الله تحت عنوان باقون نحمي ونبني عند الساعة الخامسة من عصر اليوم الاثنين المقبل في مدينة صور، كذلك سيطلّ نصرالله على البقاعيين في 13 الحالي في مهرجان انتخابي كبير في مدينة السيد عباس الموسوي الشبابيّة في رياق، وبعلبك وعين بورضاي والبقاع الغربيّ، وسهل مشغرة.
ويوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عند الساعة الخامسة من مساء غد كلمة إلى اللبنانيين، يتطرّق فيها إلى مختلف العناوين والمستجدات، لا سيما الاستحقاق الانتخابي.