مقاومون فلسطينيون في مواجهة الاحتلال…
} عبد معروف
تصاعدت العمليات البطولية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجاءت عملية إلعاد التي سقط فيها أربعة قتلى صهاينة وستة جرحى، لتؤكد مجدداً أنّ نضال الشعب الفلسطيني لا يمكن له أن يتوقف أو أن يستكين، بل إنه نضال مستمرّ ومقاومة متصاعدة، ليس انتقاماً لما تقوم به قوات الاحتلال في الأراضي المحتلة، من اقتحام وقتل وهجمات عدوانية على الشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة فحسب، بل هو نضال وطني مشروع من أجل دحر الاحتلال وتحرير الأرض، واستعادة الحقوق.
ذلك لأنّ الشعوب الحرة ترفض الاحتلال وترفض التعايش مع عدو عنصري استيطاني وترفض الاستسلام والمساومة على حقها في وطنها حرا مستقلا .
إلا أنّ النضال الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، لا يمكن له أن يحقق أهدافه ودحر الاحتلال، إلا بوحدة قوى النضال والمقاومة.
لا شك أنّ تصاعد العمليات البطولية الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، يعتبر محطة تاريخية ومصيرية من تاريخ النضال الوطني العام في مواجهة الاحتلال، لكن يجب أن لا يغيب عن بال أحد أفراداً وجماعات، أنّ الصراع على أرض فلسطين هو صراع الأمة في مواجهة عدو مشترك، وهذا يعني أنّ مواجهة الاحتلال هي مسؤولية الأمة كلها، ولا يمكن للشعب الفلسطيني
ولا يمكن لهذا الشعب أن يُترك وحيداً ويطلب منه تحقيق الانتصار على عدو الأمة، فلن يتمكن من دحر الاحتلال دون دعم وإمداد من أمته. كما أنّ الحديث عن مساندة الشعب الفلسطيني يتطلب إجراءات عملية وميدانية. فلا تكفي الخطابات والشعارات والمسيرات والمشاعر العاطفية تضامناً مع الفلسطينيين واستنكاراً لعدوان الاحتلال. ولا تكفي دمعات العين والهتافات وبيانات التضامن والاستنكار بل إنّ الدعم يتطلب الدخول الى ميادين الصراع والمواجهة…
قدم الشعب الفلسطيني داخل وطنه ما عليه من نضال وتضحيات ومواجهات وانتفاضات متواصلة، ولم يتوقف يوما عن مواجهة الاحتلال إلا أنّ هذا الشعب يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى لقوى وفصائل وقيادات صلبة وقوية وموحدة وواعية ومنظمة، وذلك من أجل تطوير أساليب وأدوات النضال والقتال مع العدو وتحديد الأهداف والأدوات وحشد الطاقات وتنظيم الصفوف وإبعاد مناخ اليأس والإحباط الذي تحاول القوى المعادية روعها في صفوف الشعب.
كما أنّ الشعب الفلسطيني داخل وطنه المحتلّ يحتاج لمساعدة ودعم الأمة وأحزابها وقواها الحية، فلا يمكن الادّعاء أنّ هناك دعماً وتأييداً للشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وفي نفس الوقت هناك من يقيم العلاقات ويفتح السفارات مع العدو .
كما أنّ مسؤولية الشعب الفلسطيني في الشتات كبيرة وخاصة في لبنان من خلال رفع مستوى الوعي والتنظيم والتخلص من الآفات الاجتماعية ورفع الهمم .
النضال في مواجهة العدو «الإسرائيلي» نضال طويل ومرير.. لكن الشعب حتماً قادر على المواجهة ويمكن له ليس التصدي لهجمات العدو فحسب بل يمكن له أيضا أن يدحر الاحتلال ويحرّر الأرض إذا ما توفرت الإرادة الجماعية والتنظيم والوعي وحشد الطاقات في ميادين القتال.