بين فك حصار غزة وتحرير الجولان
يعتقد خبير عسكري استراتيجي أن أجواء الاحتباس السياسي والميداني التي تعيشها المنطقة لا بد أن تجد لها تنفيساً، إما بحل لقضايا عالقة ومحورية أو بانفجار عسكري كبير. ويقول الخبير إن شروط منع الانفجار باتت واضحة ومحددة في جدول أعمال محور المقاومة، وفقاً لما أعلنه كل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس حركة حماس في غزة، ويتضمن ضمان حصانة القدس والمسجد الأقصى بوجه الانتهاكات، ووقف الغارات على سورية، وإطلاق الأسرى من السجون الإسرائيلية، وفك الحصار عن غزة.
يقول الخبير إن هذه الأهداف تبدو خلاصة تشاور هادئ لقادة محور المقاومة، الذي تشير نبرة خطاب قادته، ونتائج معاركه الميدانية في اليمن ولبنان وفلسطين، عدا عن تصاعد قوة سورية وإيران، إلى أن الجهوزية اللازمة لتحمل تبعات فرضها بالقوة، قد اكتملت وبلغت مداها، وأن قراءة قادة المحور للموازين السياسية والعسكرية، وللمناخات العالمية الجديدة، والتطورات الإقليمية المتسارعة، كلها تقول إن اللحظة الراهنة مناسبة لتغيير قواعد الصراع في المنطقة.
ماذا ستفعل قيادة كيان الاحتلال؟ الجواب على هذا السؤال هو الذي سيحدد وجهة تصرّف قادة محور المقاومة، فإذا تحملت قيادة الكيان تحمل تبعات قبول هذه الشروط، ربما تتفادى المنطقة مخاطر جولة عسكرية كبيرة لا يعرف أحد متى وكيف يمكن أن تنتهي. ومن الواضح أن سلوك قيادة الكيان سياسياً وعسكرياً، من التلاعب بكيفية التعامل مع ملف القدس، إلى المناورات العسكرية التي تشكل بذاتها تصعيداً للأوضاع، إلى مواصلة عمليات القتل بدم بارد التي يتعرّض لها الفلسطينيون، يشير الى أن فرضية تحقيق هذه الأهداف دون معركة عسكرية يبدو احتمالاً ضعيفاً.
ماذا لو وقعت المواجهة؟ يقول الخبير لا نعلم كيف تكون البداية ومن أين، لكن الأكيد أنها إن حصلت تحت أي من العناوين، ومن أية بدايات، سرعان ما ستتوسّع لتغطي أكثر من جبهة، ووفقاً لاعتقاد الخبير العسكري الاستراتيجي وقراءته، فإن جبهة الجولان ومزارع شبعا سرعان ما ستتحوّل الى جبهة مشتعلة بالتزامن مع جبهة غزة، إضافة لما سيشهده الداخل الفلسطيني في القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 1948. وفي هذه الحالة لن تكون هناك فرصة لوقف النار دون تحقيق أهداف محور المقاومة الخاصة بفلسطين مضافاً إليها تحرير الجولان ومزارع شبعا.
مشهد المنطقة يبدو عشية تغيير كبير، وتبدو المشاورات الجارية ومثلها التموضعات الجديدة في مواقف الدول، تحسباً لما سينتج عن هذه التغييرات.