نصرالله: الانتخابات ومعادلة النفط والغاز
ناصر قنديل
– الكلمة الشاملة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في تأريخ سيرة المقاومة ومنابتها الفكرية والثقافية والسياسية كقوة دفاع وحماية والتزام بالقضية الفلسطينية، وكذلك في تحليل مسار خصوم المقاومة ومشروع استهدافها وصولاً لمعادلة تحويل الانتخابات الى حرب تموز سياسيّة، لم يحجبا عن السيد التذكير من موقع مسؤوليته كقائد للمقاومة بتحذير جيش الاحتلال من استغلال المناورات التي يجريها والانتخابات التي يجريها لبنان لارتكاب حماقة، ستلقى الردّ الفوريّ والقويّ كما سبق وقال وعاد وأكد السيد، لكن المعادلة التي عبرت بين سطور كلمته بقيت في ربطه بين الانتخابات النيابية ومعادلة النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، والتي يدور حولها نزاع ممتدّ بين لبنان وكيان الاحتلال، ويلعب فيها الأميركيون دور الوسيط، وتشكل فيها المقاومة عنصر الردع.
– قال السيد نصرالله إن السبب الحقيقي للحملة على المقاومة هو إسقاط ورقة القوة اللبنانية في ملف النفط والغاز التي تمثلها المقاومة، وإن الأميركي الذي شحذ همم جماعاته في لبنان لجعل سلاح المقاومة عنوانا لحملاتهم الانتخابية بعكس ما قالت كل استطلاعات رأي اللبنانيين حول سلم أولوياتهم، يدرك أهمية هذه الثروات، خصوصاً في هذا الظرف الدولي الجديد وحاجة أوروبا لمصادر بديلة عن روسيا لتوريد الطاقة. وكيان الاحتلال يدرك حيوية وأهمية هذه الثروات، ويدركان أنه لولا المقاومة وما تمثله من قوة ردع، لما كان الإسرائيلي مضطراً للانتظار، ولا كان الأميركي مضطراً للوساطة، ومحاصرة المقاومة لإضعاف موقع لبنان التفاوضي في تحديد حجم حصته من هذه الثروة في المناطق المتنازع عليها، ومن ثم إضعاف فرصه في استثمار هذه الثروة، هما الهدف الأكثر واقعية لجعل المقاومة وسلاحها عنواناً للحملات الانتخابية من موقع العداء والتحريض والاستهداف، لأن الأميركي والإسرائيلي وجماعاتهم في لبنان يدركون أن حملاتهم لن تغيّر شيئاً في الواقع الميداني للمقاومة سواء فازوا في الانتخابات بالأغلبية أم خسروا، لكن التغيير في حجم حضور المقاومة في معادلة النفط والغاز هو الهدف.
– من هذه النقطة ينتقل السيد لشرح معادلة، النفط والغاز فرصتنا للخروج من الأزمة، مجيباً الذين يسألون ما هي وصفتكم للخروج من الواقع المأزوم اقتصادياً واجتماعياً، بالقول إن كل الفرضيات المتداولة لن تكفي لإخراجنا من الأزمة العميقة التي نعيشها، مفصلاً في مناقشة فرضيات العمل مع صندوق النقد الدولي، ومثلها القروض والمساعدات، ليقول إن ما نحتاجه هو مئات مليارات الدولارات لنسدّد ديوننا ونعيد تأهيل نظامنا المالي والمصرفي، ونوفر خدمات لائقة لمواطنينا، وورقتنا الرابحة الوحيدة هي ثروات النفط والغاز الموجودة في مياهنا الإقليمية. ووصفتنا هي ضمان حضور أوراق القوة في حماية حقوقنا ومنع أي محاولة للتفريط بها او الاعتداء عليها، والبدء باستخراج الثروات في المناطق المقررة كمناطق خالصة للحقوق اللبنانية، والمقاومة هنا أكثر من ضرورة، لأنه عبرها وعبرها وحدها، يمكن أن يقول لبنان لكيان الاحتلال، تمنعوننا نمنعكم، ويقول للشركات التي تريد التنقيب في حقل كاريش، لا تفعلوا وإلا ستتعرضون لنيران المقاومة، والمقاومة قادرة على ضمان فعل ذلك وتملك القوة والشجاعة لفعله، لكن المطلوب حكومة تملك شجاعة الطلب من المقاومة أن تفعل.
– الانتخابات النيابية وفقاً لمعادلة السيد نصرالله، هي المحطة الفاصلة لاختيار اللبنانيين، للأغلبية النيابية، بين خيارين، خيار يخضع للأميركيين ويقيم حسابات لبنان على حدود المصلحة الأميركية، فتضيع فرصتنا في استثمار ثرواتنا، ونذهب في الطريق المظلم المليء بالمطبات والتعقيدات، الذي يرسمه لنا الأميركي من خلال وصفات صندوق النقد الدولي والقروض والمساعدات، وخيار مستعدّ لتقديم التغطية الشجاعة للمقاومة لتحمي حقوق لبنان وثرواته، وتفرض تسريع استثماره لهذه الثروات تحت طائل التعرض لاستثمارات كيان الاحتلال بالمثل، وخيار اللبنانيين سيقرر مستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي، وليس فقط حماية بلدهم من العدوان، وتحصينه بوجه خطر الحرب الأهلية، التي تبشر بها دعوات تشكيل حكومة أغلبية مناوئة للمقاومة تستخدم الدولة ومؤسساتها لمواجهة المقاومة. فالمقاومة وفقاً لوصفة السيد صارت جواباً لردع العدوان، وبوليصة تأمين بوجه خطر الحرب الأهليّة، وهي اليوم الوصفة السحريّة للخروج من قعر الانهيار باستثمار سريع لكامل ثروات لبنان من النفط والغاز.