بوتين في سياق الصراع بين روسيا والأطلسي…
} رنا العفيف
عرض عسكري ضخم في ذكرى يوم النصر، في الساحة الحمراء وسط العاصمة موسكو، مشهد يتكرّر هو نفسه في كلّ عام، إلا أنّ هذه المرة تختلف تماماً عن سابقاتها، في ظلّ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وكأنها تستعيد روح الانتصار والتضحية من جديد، لمواجهتها النازيين الجدد، فيما يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ القتال فيها من أجل الوطن والمستقبل، على ما يبدو أنّ عملية الصدام مع النازية الجدد كان لا بدّ منها، فالعملية الاستباقية لبوتين كانت أشهر من نار على علم، لا سيما انه كان قراراً صائباً أكد من خلال العملية في أوكرانيا، أنّ هذا القرار صحيح إذ اتخذه في الوقت المناسب، رداً على سياسة الغرب وحلفائها، وفي الوقت ذاته كانت أوروبا تبحث عن عالمها الخاص في بروكسل، فإذاً ما هي الرسائل الروسية التي أراد إيصالها بوتين للغرب من خلال العرض العسكري يوم ذكرى النصر هذه المرة؟
على وقع العملية العسكرية المستمرة في أوكرانيا وجّه الرئيس بوتين رسائل عسكرية عالية المستوى يوم العرض العسكري الذي ضمّ أحد عشر ألف عسكري ومئة وواحد وثلاثين قطعة حربية، يأتي هذا الموقف من ضمن رمزية الموقف لذكرى النصر لهذا العام، بأنّ روسيا جادة في معركتها مع الولايات المتحدة الأميركية، وكلّ الأحداث التي جرت، تؤكد انّ الصدام الروسي ليس مع أوكرانيا وإنما مع الغرب بأكمله، وفق العرض العسكري الاستراتيجي الذي يترجم إلى حفاوة المشهد وصلابة الموقف التي تأخذ منحى منعطفات نحو ارتفاع سقف التوقعات لدى روسيا، خاصة أنّ وسائل الغرب الإعلامية تحدثت عن مراحل كلمة الرئيس الروسي بوتين وأخذتها بعين الاعتبار ووصفتها بالتحدّي بحسب تعبيرها.
وفي ما يتعلق بالعرض العسكري، رأى محللون بأنّ هذا طبيعي جداً بما أنّ بوتين رئيس دولة وقائد القوات المسلحة الروسية يستعرض برنامجه العسكري الجديد، إلا أنّ البعض كان يرى فيها ميزة هامة لطالما أنه في سياق الصراع مع حلف شمال الاطلسي أيضاً، عدا عن اللهجة التي تحدث بها ووصفها البعض بالتصعيد، ولكن القضية هنا ليست باللغة حصراً وإنما بماهية الاصطدام هذه المرة مع شمال حلف الأطلسي إذا استمرت العمليات العسكرية باتجاه البحر الأسود وباتجاه المناطق الأكثر حساسية استراتيجياً، ناهيك عن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته أوكرانيا بعقد القرار، والذي يحاكي دعم الولايات المتحدة لها وحلف الشمال الاطلسي الذي يعقد نية خبيثة مبيّتة لروسيا، بحجة المساندة وهذا بعيد عن أنياب كلّ من يتربّص بروسيا شراً، فذكرى النصر اليوم ليس كما قبله خاصة انه يحمل منصة جديدة عسكرية قد يضاف الى سجل الاتحاد السوفياتي حديثاً، كلّ هذه العناوين لخصها الرئيس بوتين من خلال ذكرى يوم النصر، وحباً بالدفاع عن الوطن اتخذ صوابية القرار، والذي قامت الدول الأوروبية بمناقشته كون القرار المُشار إليه أثار قلقاً كبيراً في أوساط الدول الأوروبية.
أما نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا كان لها وقع بارز في كشف الحقائق المبنية على حروب متنوعة بمختلف جوانبها والمقصود عمداً روسيا لفتح ملف الثأر التاريخي والمدينة الساحلية الاستراتيجية التي شهدت حرباً مفصلية انتهت في تحريرها في نيسان/ ابريل عام ١٩٤٣ وهي من المدن التي حصلت على لقب المدينة البطلة، ولقب الصخري السوفياتي المتمثلة بروح التضحية خلال الحرب العالمية الثانية جديرة بالذكر عن أفعال سياسة واشنطن في تلك الآونة، لذا سنترك الموقف العسكري هو الذي سيكون مفصلياً ربما في ضوء الصراع الروسي مع الغرب والأطلسي، لتكون المواجهة أكثر صرامة في المرحلة الثانية التي حدّدها الدب الروسي…