ترخيص بالقتل
لا أعني أحد أفلام جيمس بوند والذي رأى النور سنة 1989 من بطولة تيموثي دالتون، بل أعني أمر عمليات أطلقه مجرم الحرب، رئيس هيئة أركان حرب جيش القتل «الإسرائيلي» أڤيف كوخافي، ويتضمّن في ما يتضمّن، أنّ الجندي «الإسرائيلي» يمتلك ترخيصاً من الآن فصاعداً بأن يطلق النار للقتل إذا شعر بأنّ الشخص الذي أمامه، الفلسطيني، يشكل تهديداً لحياته، تمّت ممارسة أمر العمليات هذا، أمر القتل، مذاك على أرض الواقع، ليس من قبل الجيش «الإسرائيلي» فحسب، بل من قبل قطعان المستوطنين، ومن قبل أيّ «إسرائيلي» على الإطلاق.
يكفي أن يقتل الصهيوني أيّ مواطن فلسطيني أو مواطنة فلسطينية، ثم يأتي فيقول، لقد شعرت بخطر يتهدّد حياتي من هذا الشخص فقمت بقتله، تسقط عنه أية تهمة، بل ويثنى عليه وقد يعطى وساماً في بعض الحالات.
هذه هي الحال التي وصلنا اليها مع هذا العدو الذي ليس عنده أيّ شيء مما يسمّونه الحسّ الإنساني، بل طفق كما الوحش الضاري، يقتل هنا، ويسفك الدم هناك، ويفلت من العقاب في كلّ الأحوال.
عدو كهذا لا يقابَل بالمفاوضات، ولا يقابَل بالمقاومة السلمية الحضارية، كما تدعو سلطة أوسلو، عدو كهذا لا يقابَل إلّا بالدم وبالرصاص وبالقتل، فالقتل هو ديدن المرحلة، وإلّا وجدنا أنفسنا الوحيدين الذين يُقتلون، ودمنا هو الدم الوحيد الذي يُهرق بلا مقابل، بل وسنجد أنفسنا بعد حين أمام عدو يستمرئ القتل والتوحش بلا حسيب وبلا رقيب وبلا عقاب، فليصدر شعبنا العظيم أمر عمليات مضاد فحواه، أقتلوهم حيث ثقفتموهم، وعلى الباغي تدور الدوائر، والبادئ أظلم…