وقفات استنكار وإدانة لاغتيال العدو «الإسرائيلي» الإعلامية شيرين أبو عاقلة القصيفي: للجنة طوارئ دولية – عربية تُحقّق في الجريمة وتُعلن النتائج على الملأ
تواصلت أمس المواقف المندّدة باغتيال العدو «الإسرائيلي» الصحافية شيرين أبو عاقلة، مطالبةً بمحاكمة قادة العدو على جرائمهم المتمادية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، أُقيمت في السفارة الفلسطينية في بيروت وقفة إدانة واستنكار للجريمة شارك فيها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية اللواء فتحي أبو العردات، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل وأعضاء المجلس في لبنان، المنسق العام للحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين، ممثلو وسائل الإعلام العاملة في لبنان، عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، أمين سر إقليم حركة فتح في لبنان حسين فياض، ممثلو الأحزاب اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية.وألقى نقيب الصحافة عوني الكعكي كلمة وضع فيها اغتيال الزميلة أبو عاقلة «بدم بارد برسم الضمير العالمي» وقال «صحيح أني لم أكن على معرفة شخصية بالشهيدة لكنني ومن خلال متابعتي لها، وهي تُغطي الأخبار، كنت أشعر بأن هذه الصحافية الجريئة الصادقة، كانت تتصدى بجسدها لبنادق الجنود الصهاينة، الذين كانوا يعترضونها ويحاولون منعها من أداء مهمتها. لقد تصدّت لهم مراراً، مصرّة على إتمام واجباتها الصحافية على أكمل وجه».
وتابع «إن هذه الجريمة، ليست الأولى التي يرتكبها الصهاينة في حق الفلسطينيين، فالحقيقة أن تاريخ الصهاينة معروف بالمجازر (…) نقول للذين يريدون السلام مع العدو الصهيوني: إن العقيدة الصهيونية قائمة على القتل والإجرام، وكل ما يفعلونه هو محو الهوية الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني. ومهما حاول العرب أن يجنحوا إلى السلام فإن اليهود الصهاينة سيحاولون القضاء على مشروع السلام».
وختم «إن أمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية اليوم جريمة بشعة لكنها واضحة وضوح الشمس، فماذا ستفعل كلمة إدانة أو تنديد. إنها لا تكفي لأن العقاب يجب أن يكون على قدر الجريمة. فهل يتجرأ الضمير العالمي على الوقوف إلى جانب الحق والعدالة ولو ليوم واحد؟ كذلك فإن الجرائم التي تُرتكب ضد أهل القدس، وفي المسجد الأقصى أيضاً بلغت حداً كبيراً، كذلك يجب ألاّ ننسى الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل كله. إنها ممارسات إرهابية، تنبع من عقيدة إجرامية لا تعرف الرحمة».
وألقى نقيب المحرّرين جوزف القصيفي كلمة قال فيها «شيرين أبو عاقله تكفنت بشقائق النعمان وارتقت بالأحمر القاني حاملة جرح فلسطين، وجعاً في الضمائر، وحازت إكليل الشهادة، بعدما اقتبلت مجدها عزلاء إلاّ من إيمانها بوطنها السليب، وصوتها الهادر الذي يصفع وجه الباطل الزهوق. وعلي السرودي هو الشهيد الحيّ يحمل بيارق معاناته، مخضوبة بدم الأحرار».
وأضاف «فلسطين الوطن المخطوف، لن تسقط، مهما تقادم الزمن ولن تُمحى من ذاكرة التاريخ وأبنائها. إن شيرين أبو عاقلة أُعدمت. قتلتها رصاصة قناص صهيوني. اصطادها كما تصطاد العنادل لإخراس صوتها. هكذا تستحصل إسرائيل على صك براءة لجرائمها المتمادية. إنها تريد أن تحول الشهود إلى شهداء. أن تُخرس الحناجر الصادحة بالحق وتشلّ الأنامل التي تُمسك قلماً لئلا يؤرخ ما ترتكب من فظائع، أو تحمل عدسة توثق بالصورة ما تمثل من فصول الطغيان. لا يؤرقها شبح الضحية. فهي قررت أن تُحوّل كل من يُعرّون سلوكها وظلمها إلى ضحايا. لا تعبأ بصراخ هابيل. إنها لبست ثوب قايين مزهوة بما ترفل بمطارف غدر، لصيق بسلوكها».
وتابع «قبل شيرين، زميلات وزملاء قضوا وهم في معترك المهنة ينقلون الوقوعات، ويسطرون الأدلة، وبعدها من ينتظر ولن يُبدّل تبديلاً، لأن فلسطين بوصلته. إسرائيل أعدمت شيرين أبو عاقله، وتعمدت أن تُلحق علي السرودي بها، لكنه يعاند الموت، ليبقى الشاهد الحي على ما اقترفت. سقطت شيرين، لكن قضية فلسطين لم تسقط، ولن يُنكس لها علم. صليب الخشب أقوى من حديد إسرائيل ونارها. وسجادة الصلاة أثبت من طغيانها. ولن يموت حق يبذل أبناؤه في سبيله أغلى ما يملكون».
وقال «نحن في نقابة محرّري الصحافة اللبنانية، كنا في مقدم من دانوا، لكن الإدانة لا تكفي، ولا البيانات والمواقف الإعلامية، لأن هول الكارثة أشدّ وقعاً. المطلوب استنهاض المجتمع الدولي والعربي، ودفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إطلاق حكم يتناسب مع حجم الجريمة التي أودت ببيلسانة فلسطين شيرين، وعوقت فتاها الأغرّ علي، وخصوصاً أنها تسعى إلى تحميلهما مسؤولية ما وقع بفبركة الأكاذيب، يساعدها على ذلك إعلام دولي موجه تصغر في عينه الفواجع الحالّة بفلسطين وأرضها، وتكبر في قاموسها تعليقات صحافيين وإعلاميين يميطون اللثام عن عنصريتها، ويكشفون خططها، ويُحذرون من مكائدها. إننا مع تحقيق شفاف، صادق، يُحدّد المسؤوليات، فيسمي الأشياء بأسمائها، ويضع الأمور في نصابها الصحيح».
ودعا إلى لجنة طوارئ دولية – عربية من الاتحاد الدولي للصحافيين، والاتحاد العام للصحافيين العرب، وهيئات حقوق الانسان، لتحقق في الجريمة وإعلان النتائج على الملأ ليُدرك ألرأي العام مدى الإجرام الصهيوني المتمادي.
وقال «إسرائيل تقتل، تُعوّق، تسجن، تُهجّر، تهدم، وتدّعي أنها عرضة للظلم باعتمادها اسلوب: «ضربني وبكى، وسبقني واشتكى».
وختم «شفا الله علي السرودي، واعانه على عبور محنته. أمّا أنت يا شيرين، فلست أملك أن أقول فيك أكثر، ما قاله الكاهن الذي صلى عليك مودعاً: فليكن ذكرك مؤبداً. فليكن ذكرك مؤبداً. فليكن ذكرك مؤبداً. فإلى جنان الخلد يا ضمير فلسطين المتسربل بثوب النصر الآتي».
وكانت كلمة للسفير الفلسطيني أشرف دبور أكد فيها أن «الحقيقة واضحة وضوح الشمس لا لَبْس فيها، والمطلوب هو الوقوف في وجه هذا العدو ومحاسبته على أفعاله».
وأضاف «أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى إغتصاب وطننا وما زال شعبنا المبتلى بهذا الاحتلال يقدم الشهيد تلو الشهيد، والأسير إلى جانب الأسير في مسيرة النضال في المجالات كافة من أجل تحقيق الأهداف الفلسطينية بالحرية والاستقلال وحقوقنا المشروعة غير القابلة للتصرف والتي كفلتها القرارات والقوانين الدولية».
كذلك، نفّذ إعلاميو وصحافيو طرابلس وقفة تضامنية احتجاجية، أمام قصر العدل في طرابلس تنديداً «بعملية اغتيال أبو عاقلة. وتحدث باسم الإعلاميين نائب نقيب المحرّرين في لبنان غسان ريفي، معتبراً أنّ «الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة هي زيتونة فلسطين وعروس القدس وأيقونة كنيسة القيامة فهي قد أرعبت الإسرائيلي في نقل صورة جرائمه وهي شهيدة الصحافة العربية وشهيدة القضية الفلسطينية وشهيدة كل العرب».
وأعلن باسم نقابة محرّري الصحافة اللبنانية كصحافيين «أننا من اليوم سنكون كلنا شيرين أبو عاقلة ونحن إلى جانب كلّ إعلامي يكشف غطرسة الاحتلال».
وفي ردود الفعل على الجريمة، اعتبر رئيس الاتحاد العمّالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر، في تصريح «أنّ الكيان الصهيوني ضاق بالهبّة المتزايدة للشعب الفلسطيني في غزّة ورام الله والقدس وجنين وحي الجراح وفي كلّ قرية وبلدة ومدينة وحي من أحياء فلسطين المحتلة. وضاق كيان العدو بالصوت الصادح والصادق والشجاع لشهيدة فلسطين الجديدة الصحافية المخضرمة شيرين أبو عاقلة التي غطّت جرائم الاحتلال الصهيوني على مدى ربع قرن من عملها الصحافي في قناة الجزيرة القطرية. لكنهم خسئوا».
وقال «الشعب الذي خرجت من بيئته شيرين أبو عاقلة ابنة القدس وبيت لحم والفلسطينية الأصيلة والعربية الحقيقية والمناضلة الصحافية الإنسانية الشجاعة لم تسقط وسيبقى صدى صوتها وستبقى صورتها مطبوعة في ذهن كل مناضل فلسطيني وعربي. وإن الدماء التي سالت بعد إصابتها برصاص الغدر سوف تُزهر المزيد من الزهرات أمثال شيرين والشهيدات والشهداء الذين سبقنها وسبقوها».
ورأى «أن اغتيال الشهيدة أبو عاقلة يؤسس لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني وهو يعبّر عن إفلاس الإحتلال في مواجهة هذا الشعب المعطاء، وإن دل على شيء فإنما يدلّ على بداية النهاية للكيان الإسرائيلي المحتل، طال الوقت أم قصر، فالمعركة كانت مفتوحة في الأصل والآن اتسع مداها».
وختم «نقدم تعازينا الصادقة لذوي الشهيدة وللصحافة الفلسطينية الحرّة وللشعب الفلسطيني الشجاع ولجميع أحرار العالم. ونطالب الهيئات الدولية المعنية بعدم التلهي بالتحقيق لأن الجريمة موصوفة ومشهودة بل نطالب العالم أجمع بإدانة كيان العدو وعزله عقاباً له على هذه الجريمة النكراء وعلى كل جرائمه السابقة. تحية ووردة لروح شيرين أبو عاقلة».
بدوره، رأى الأمين العام لـ»التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد في تصريح أن استشهاد أبو عاقلة برصاص الإحتلال الصهيوني الغادر «وصمة عار في جبين الدول العربية المطبّعة مع هذا العدو والدول الغربية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وهي التي تدعم الكيان الصهيوني الغاصب بالمال والسلاح والمواقف المؤيدة لإجرامه وإرهابه»، مشيراً إلى أن «الشهيدة أبو عاقلة كرّست حياتها ومهنتها لحماية حقوق الإنسان الفلسطيني ووفّرت حصانات لزملائها في مهنة الصحافة والإعلام».
وأكد «أن جرائم العدو الصهيوني وآخرها جريمة اغتيال أبو عاقلة تُثبت للمرة المليون أن هذا العدو لايقبل بالسلام بل بالاستسلام غير المشروط، ولا يفهم أو يرتدع إلاّ بلغة القوة والردع، ولم تشفع للشهيدة حملها الجنسية الاميركية ولا عملها في قناة الجزيرة، وهذا ما يؤكد أن الصراع مع العدو صراع وجود وليس صراع حدود».
ودان اتحاد الكتاب اللبنانيين في بيان، الجريمة وطالب بـ»ضرورة فضح الممارسات الصهيونية في فلسطين المحتلة وملاحقة قيادة الكيان الإسرائيلي أمام محكمة الجنايات الدولية»، معتبراً أن «في جريمته النكراء جميع مواصفات القتل المتعمد كمحاولة لإسكات صوت الحقيقة وطمس الممارسات الإرهابية اليومية ضد الشعب الفلسطيني بجميع فئاته ومعتقداته وأماكن وجوده».
واستنكر المكتب الإعلامي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك في بيان ، اغتيال أبو عاقلة، معتبراً أنها «خسارة لا تُعوّض وهي تعدٍّ خطير على مبادئ القانون الدوليّ وعلى حرية الصحافة والإعلام وعلى كلّ المبادئ الأخلاقيّة».
ودان بأشدّ العبارات عمليّة القتل هذه وطالب «بملاحقة قتلتها والاقتصاص منهم أمام المحاكم الدوليّة»، مؤكداً أن «دماء البطلة شيرين لم ولن تذهب هدرًا إذ إنّها أيقظت العالم الغافل عن الظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطينيّ وشكّلت إدانة للمحتلّ المغتصب للأرض».