هل يوقف لبنان التدخل لمنع الهجرة البحريّة إلى أوروبا؟
– خاض لبنان الرسميّ غمار محاولة شجاعة في مؤتمر بروكسل حول النازحين السوريين، وكانت كلمة ومداخلات وزير الخارجية عبد الله بوحبيب واضحة لجهة القول إن بالإمكان نقل الدعم للنازحين الى داخل سورية لتشجيع عودتهم، خصوصاً أن أغلب المناطق باتت آمنة، وإن العفو العام للرئيس السوري يفتح باباً إضافياً للاطمئنان بعد عودتهم، والقول إن لبنان لم يعد يستطيع تحمل أكلاف استضافة النازحين والرفض الأوروبي للعرض اللبناني يجب أن يوازيه دعم مالي لتعويض بعض الخسائر التي باتت تزيد عن 30 مليار دولار، لكن النتيجة باختصار أن لبنان فشل في ضمان الأخذ بالخيار الأصلي الذي دعا إليه وهو العودة، والبديل الذي اقترحه وهو تعزيز الدعم المالي للدولة لتعويض بعض الخسائر فماذا ستفعل الحكومة؟
– خلال سنوات كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية تلاحق وتتبع كل محاولات النازحين للهجرة بحراً الى أوروبا، وكثير من الملاحقات التي انتهت بإفشال عشرات الرحلات البحرية غير الشرعية لم يعلن عنها، بينما كان الجيش، خصوصاً مؤخراً يعزّز حضوره البحري لملاحقة الزوارق والمراكب التي تمثل هذه الهجرة، وغالباً تنتهي الملاحقات بمأساة كالتي حدثت مؤخراً. والسؤال هو هل سيتغير شيء في سلوك الدولة بعد الفشل اللبناني في أوروبا؟
– التجربة التركية تقول إن الحكومات الأوروبية لم تخصص أموالاً لمساعدة تركيا دون سواها من دول جوار سورية، إلا عندما فتحت الحكومة التركية أبواب الهجرة نحو أوروبا. وتقول التجربة الأوروبية في التعامل مع الهجرة من أوكرانيا إن أوروبا عنصرية في ملف اللاجئين، وإن أوروبا تملك مالاً عندما تقرر الإنفاق، وإن نسبة اللاجئين لعدد السكان في الدول الأوروبية لا يمكن مقارنتها بمثلها في لبنان.
– يبدو أن هناك نقاشاً يجري وراء الكواليس بين لبنان وقيادات أوروبية وداخل مراكز صناعة القرار اللبناني قبل أن تتضح الصورة.