مقتل طائر غرد…
في واقع الأمر، أنا أستغرب كيف لم تُقتل شيرين منذ زمن طويل من قبل هذا الاحتلال، هي تشكل النقيض الكلّي المطلق لهذا الاحتلال، لو أنك أمعنت البحث في طول هذا الكيان وعرضه لتجد شخصية كشخصية شيرين، فإنك لن تفلح في الوقوع على هذا النمط من الشخصية، الطيبة، الدماثة، الأريحية، الخلق، السمو…
هذا ما كانت شيرين تمثّله، لم يتعامل معها أحد إلّا وأحبها، أنا شخصياً كنت أحبها رغم كرهي لقناة “الجزيرة”، كانت كالنسيم المتدفق، تدخل القلوب بدون استئذان، لا يملك الإنسان سوى ان يحبها، تحمل بين جنبيها قلباً ملؤه الحب للناس جميعاً، تسمعها حتى من دون أن تراها فيتدفق أريج ذلك الصوت الطيب إلى قلبك فيملؤك شعور بالراحة والسعادة والاطمئنان، طيبة فائقة، وخلق لا يوازيه إلا سلاسة المعاملة وجمال الرفقة وأريحية المحيا…
نقيض كلي ومطلق للشخصية الصهيونية المليئة حقداً وكراهية للإنسان، المشبعة بالعقد النفسية والرغبة الجامحة للاستحواذ، والشعور الصارم بالرغبة لإلغاء الآخر، والتي لا تملك سوى أن تكرهها، مهما حاولت التلوّن، ومهما بذلت من الجهد للظهور بمظهر الإنسان، فالوحش يتدفق من داخلها، وما عليك سوى ان تستفز كوامن البشاعة في ذاتها حتى تسفر عن ذلك الوجه الأفعوي، وذلك المحتوى المناقض لكلّ الخير، شر مطلق، شاء سوء الطالع أن يحدث التواجد بين شيرين، العنب الطيب اللذيذ، وهذا ما يعنيه اسمها بالفارسية، بالأفعى النافثة للسمّ الزعاف، الطائر المرفرف جذلاً بجناحيه، والأفعى تدبّ زحفاً انتظاراً لتقذف ما في داخلها من شرّ، فكانت النتيجة الحتمية، مقتل طائر غرّد.