«تجوع الحرّة ولا ترضع بثدييها»

يكتبها الياس عشّي

أيها اللبنانيون …

غدًا ستتوجهون إلى صناديق الاقتراع، وتمارسون حقكم الدستوري في انتخاب أعضاء لمجلس النواب العتيد الذي سيكون صوتكم التشريعي لأربع سنوات من عمركم، ومن عمر أولادكم، ومن عمر هذا اللبنان، فلا تغامروا في الاختيار، ولا تأخذنّكم العصبية الدينية والمذهبية… ولا يبيعنّ أحد صوته، فمن يبعْ صوته يتحوّلْ إلى سلعة، وستغلق كلّ الأبواب أمامه، وأمام أولاده، وأمام لبنان الذي لا يشمخ إلّا بوقفات العزّ.

أيها اللبنانيون… قبل أن تضعوا في صندوقة الاقتراع أسماء المرشحين الذين اخترتموهم، تذكّروا درب الآلام الذي عبرتم عليه خلال هذه السنوات العجاف التي لم ترحم أحداً، ولم يحترم أحد ممن حكموا، وتحكّموا، وصالوا، وجالوا، وشرّعوا، ودمّروا، أقول تذكروا أنّ هؤلاء جميعاً أداروا ظهورَهُمُ لمآسي الناس حتى لا تحرجهم مشاهد أطفال ينامون عاصبي البطن، واليوم يحاولون شراءكم بحفنة من المال.

يا أصدقائي المقترعين في كلّ مكان…

الرشاوى تذوب كفَصٍّ من الملح، وستعود الحاجة تقرع بابكم، ومن يرتشِ يفقد حقّه في المطالبة بعمل، وفي محاسبة النائب فيما لو قصّر في أداء عمله، أو صار من الفاسدين،

يا أصدقائي… ليكن شعارنا: تجوع الحرّة ولا ترضع بثدييها.