دَمُ الأحـرارِ للأجـيالِ نـورُ
} يوسف المسمار
بـغـيـر ِ الـنـور ِ لا تـَقـنـَعْ وآمـنْ
بـأن الحــقَ والإنـصـافَ نـــورُ
ولا تـقـبـَلْ بـغـيـر ِ الـوعي ديـنـا ً
فـفـيـه اسـتـُجـمـِعَ الخـيـرُ الـوفـيـرُ
ولا تـأمـَلْ بـغـيــر ِ العــدلِ فــوزا ً
فـحـُكـْمُ الظـُلـم ِ في النـاسِ الفُجـورُ
وإيــاكَ الـتـلـهّـي في هــــراء ٍ
بـجــد ِ الجــد ِ تــنـحـَلُ الأمــــورُ
وجـاهـِدْ إن أردتَ العـزَ واصبـرْ
فـفي الصـبـرِ الكــرامـة ُ لا تـبــورُ
وثـابـِرْ في اكـتشاف ِالكون تـَظـفـرْ
بـأســــرارِ المــدى وبـمــا يَـــدور ُ
وهـَـذّبْ ما استطعـتَ النفسَ حتى
صـفـاءُ الـنـفـس ِ إشـــراقـا ً يـصـيـرُ
وحـَررْ مـا حـيـيـتَ العـقـلَ كيْ لا
يـصـيـرُ العـقـلُ مـخـمـولا ً يـحـورُ
ونـظـِّم بـالهـُدى الأفـكـارَ واعـلـَمْ
بـأن الـوعـي للـفـكـــر ِ الأمـيــــرُ
وعـَـززْ قــوة َ الإنـتـاج ِ وابـد ِع ْ
فـفي الإبـــداع ِ يـمـتــازُ الـبـصـيــرُ
وقـُـم ْ بـالـواجـب ِ الأجـدى لـتـحـيـا
حـيـــاة ً بـالـتـســــامـي تـســـتــنـيــرُ
وسـجـّـلْ بالـدم ِ الحـُـر ِ انـتـصـارا ً
فـجــرحُ الـعـــز للعـــز الخــَفــيـرُ
فـمـنْ يـرضى بـعـيـش ِ الـذل ِ نـهـجـا ً
نـأت واســتـنـكـرت مـنـه الحـمـيـرُ
فـيـا صـاح ِ استـفـِقْ فالعـدلُ عــزٌ
ونـهـــــجُ الـــذل ِ بـطـــلانٌ وزورُ
بـتـكـريس الفــدى تـبـقى وتعـلـو
قـنـاديـلُ الهـُـدى أبــدا ً تُــنـيــرُ
إذا الإنـسـانُ لـم ينـهـضْ مـحالٌ
بـوجـه الشـــر ِ تـنـهـارُ الشــرورُ
مـحـطـاتُ العـُلى كـانـت وتـبـقى
بـآيـات ِ الفـِــدى مـجـدا ً تـَـفـــورُ
فـيـا مـنْ يـفـهـمُ الحـقَ انـتـصـارا ً
فـإن النـصـــرَ يـبـنـيـه القـديـرُ
وليس النـصـرُ مـنْ صُـنـع ِ الكسالى
بـل النـصـرُ اجـتـهـادٌ لا قُـصـورُ
فـلســطـيـن تـنــادي كــلَّ حــر ٍ
غـَـيـورٍ ليـس يـغـشــاهُ الفـتـــورُ
وبـغــدادُ العـزيــزة ُ يـا نشــامى
تـنـادي: أنـتـمُ الأمـلُ الكـبــيـــرُ
ويـا أحـــرار لـبـنـان الغـيـارى
بـوجـه المـعـتـدي أنـتـم نـســـورُ
بـلادٌ في حـمى الأحـرار ِ تـحـيـا
مـحـالٌ أن يـفـارقـهـا الســـرورُ
فـأرضُ الـذل ِ إنـســــانٌ ذلـيـلٌ
بـمـوت ِ ضـمـيـره انـعـدمَ الشعـورُ
وأرضُ العــز ِ إنـســـانٌ عـزيـزٌ
بـه التـاريـخُ يـنـبـضُ والعـصــورُ
لـذا تـمـــوز للأحـــرار يـبـقى
بـشـيــرا ً للعـُلى، أبـدا ً، يـشـيـــرُ
فـلـيـسَ العـــزُ إلا َّ في فـــداء ٍ
كـبـيـر ٍ والفـــدى شـــأنٌ خـطـيـــرُ
لـتـبـقى قـدســـُنـا، أبــدا ً، نشيدا ً
تـردّدهُ الحـنـاجـــرُ والصـدورُ
ويـبـقى، دائـما ً، لبـنـانُ أرضـا ً
ســواحـلهـا المـنـائـرُ والعـطـورُ
وبـغـدادُ الأبــيـة ُ في ســـماهـا
مـدى التـاريـخ ِ تـشـتـعـلُ البـدورُ
وأرضُ الـرافـديـن تـظـلُ فـيـهـا
الى العـليـاء ِ تـنـتـصـبُ الجـســورُ
فـيـا أبـنــاءنـا الأحــــرار أنـتـم
لـكـل فـضـائـل العـز ِ الخـمـيـرُ
فـلا تـرضـوا بـغـيـر ِ العـز ِ عـمـرا ً
فإن العــيــشَ بالـذل ِ الفــجــورُ
ونـهـرُ العـز مـن تـمـوز يـجـري
ومـن تـمـــوز للعـــز المـُخـــورُ
إذا تـمــوز لـم نـفـهـمـهُ حـقــا ً
فـفي ويـلاتـنـــا يـبـقى المـصـيـرُ
يـســــودُ إبـاؤنــا مـا دامَ فـيـنـا
طـمـوحٌ لـيـس تـدركـهُ الـدهـــورُ
تــدومُ حـيـاتـنـا حـقــا ً وعــدلا ً
إذا بـفـــدائــنـا دامَ المـســــيـــرُ
فـلـيـسَ خـنـوعـنـا إلا ّ انـتـحــارٌ
ولـيـسَ هــروبـنـا إلا َّ الـســعــيـــرُ
إذا لـم نـمــلأ الـدنـيـا إبــــاءً
فـكـلُ مـكـاســـب ِ الـدنـيا بـُثــــورُ
جـمـالُ النـصـر ِ في شـعـب ٍ عـظـيـم ٍ
بـأعـبــاء الـبـطـــولـة لا يـخـــورُ
بـغـيـر ِ ســــمـوّنـا لا شيء يسـمـو
فـمـنـّا للســما، فـقـط، العـبـورُ
وأفـْقُ ســمائـنـا، أبـداً، تســـامي
ســماءٌ تـنـتـهي، وســـما تـثــورُ
ومـا رامَ التســـامي غـيـرُ حــر ٍ
بـعـطـر ِ دمـائـه امـتـزجَ الأثـيـرُ
وأرقى مـن ســما في الأرض قـومٌ
يـطـالُ طـمـوحُـهم مـا طـالَ نــورُ
هـُمُ القــومُ الأ ُلى ثـاروا وضـَحـّـوا
ليـنـتـصـِرَ المـُقـَدّسُ والطـَهـــورُ