معرض تراثيّ وحفل فنيّ للمؤسسات الأهلية العاملة في مخيم برج البراجنة ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي: نحن أهل فلسطين وناسها وعزوتها ورجالها وماجداتها وأشبالها ونسورها وفدائيوها
بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لجريمة اغتصاب فلسطين، أقامت المؤسسات الأهلية العاملة في مخيم برج البراجنة معرضاً تراثياً وحفلاً فنياً تضمّن معزوفات ولوحات فلكلورية واسكتشات مسرحيّة.
حضر الفعالية ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية وفعاليات المخيم وحشد كبير من أبنائه.
الافتتاح بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.
ثم ألقى رئيس المركز العربي الفلسطيني – القيادي في حركة فتح الانتفاضة أبو عبد الله فارس كلمة جاء فيها:
إن جريمة اغتيال فلسطين وترابها المقدس وتدمير القرى والمدن الفلسطينية وتهجير شعبنا إلى المنافي على يد عصابات العدو الصهيوني والتي ارتكبت ولا تزال أبشع الجرائم بحق شعبنا من دير ياسين وكفر قاسم وكل المجازر التي أودت بحياة الآلاف منا، والتي كانت آخرها جريمة إعدام الصحافية أيقونة فلسطين الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي كان صوتها عابراً إلى كل العالم ناقلا حقيقة هذا العدو المجرم.
وحدتنا الوطنية المقاومة هي الطريق الوحيد لمواجهة هذا الكيان الغاصب المجرم، وإن شعباً فيه هؤلاء الأبطال لا يمكن أن يركع وسيواصل مسيرة النضال، وسيبقى صوت ودم شهدائنا مدوياً عالياً محلقاً في سماء الحرية والعدالة، وشاهداً على وحشية وإجرام هذا العدو.
في ذكرى النكبة، وباسم المؤسسات العاملة في مخيم برج البراجنة، نؤكد على أن فلسطين هي الوطن والأم والجذر، رغم كل محاولات طمس هويتنا الوطنية والثقافية والنيل منها. وستبقى فلسطين هي البوصلة الحقيقيّة لكل المناضلين والشرفاء في هذه الأمة.
اليوم نجدّد العهد للشهداء والأسرى والجرحى، ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني بأن قضيتنا ستبقى حية في قلوبنا وقلوب أبنائنا وأحفادنا حتى يوم التحرير والعودة إلى كل فلسطين.
ويبقى الردّ الطبيعيّ على جرائم الاحتلال هو الوحدة الوطنية واستمرار المقاومة وقواعد الاشتباك التي يجسّدها شعبنا كل يوم على أرض فلسطين، خاصة أن حقنا في العودة هو حق مقدس لكل واحد منا، وإننا لعائدون.
مهدي
وألقى ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي كلمة وجدانيّة قال فيها:
قبل عدة سنوات، هنا وفي مخيم برج البراجنة، أقمنا حفلاً تكريمياً للرفيق المناضل عبد اللطيف كنفاني نتيجة منحه وسام الثبات من قبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي.
الرفيق كنفاني هو ابن فلسطين، ومنزله يحمل الرقم 15 في شارع البرج في مدينة حيفا. عندما سألناه كيف سيبدأ كلمته في الاحتفال أجابنا “العوافي يا غانمين”. استفسرنا منه عن معناها، فأوضح أنّها عبارة يستعملها أهلنا داخل فلسطين للإشارة إلى الغنيمة التي ينالها المقاتل بعد إنجازه النصر في الحرب، وهي تحمل في طياتها بشرى اقتراب تحقيق الإنتصار. فتيمنا بالرفيق كنفاني أبدأ كلمتي بالعوافي يا غانمين.
كنتُ في الثانية عشرة من عمري عندما قدّر لي أن ألتقي بجدتي أم الكامل (وهي أم جدي لأمي) في العاصمة الأردنية عمان. وفي أحد الأيام علمت أنها توضب أغراضها، فسألتها عن السبب وعما إذا كان أحد منا قد أغضبها. فأجابت بالنفي مصرّة على المغادرة إلى فلسطين.
تمسكت ببقائها معنا، لأن فرصة اللقاء بها لا تتكرّر دائماً، وليست سهلة. فردت عليّ بعبارة لا تزال أصداؤها حتى اليوم في أذني، إذ قالت “الديار طلبت أهلها”. حاولت أن استفسر منها عن المعنى، فأجابت “عندما تكبر ستتعرّف على المعنى بنفسك”.
يا ستي يا أم الكامل: ها نحن كبرنا، وها نحن أصبحنا نمتلك من الوعي ما يجعلنا نعرف أن الديار هي فلسطين، وأننا نحن أهلها وناسها وعزوتها ورجالها وماجداتها وأشبالها ونسورها وفدائيوها.
لا زال مفتاح بيتك في نابلس معنا، سأعود إليه ومعي الكوفية التي أهديتني إياها، وعندما أدخل سأصرخ “يا ستي هيّاتنا رجعنا”.
بعدها جال المشاركون على أرجاء المعرض، حيث قدّم القياديّ في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المناضل ربحي سخنيني لوحة من صناعته تتضمن خريطة فلسطين وصورة للشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي تقديراً لجهودها. وتسلم اللوحة ناموس المجلس الأعلى الأمين سماح مهدي الذي شكر المناضل سخنيني على مبادرته التي تعكس عمق أصالته وانتمائه.