السـمسـار
} يوسف المسمار*
لا تـعـجـَبـَنَّ إذا المـنـافـق لـم يـف
بـالـوعـد ِ أو خـانَ العـهـود َ وكـَذ َّبـا
إن المـنافـق َ في الحـقـيـقة لا يـرى
إلا َّهُ يـصـلـحُ مُـرشـــدا ً ومُـطـَبـِبـا
فـهُـوَ الذكـيُّ بـما يُـخـادعُ دائـما ً
وهـُـوَ الـرشـيـدُ بـما يُـثـيـرُ مُـرَغـِـبـا
سمسار في طرح ِ الأمور ِ وشرحها
ومــزيــة السـمسـار ِ أن يـتـقــلـبـا
يـوما ً تراه ُ إذا تـصرَّفَ أرنبـا ً
يـومـا ً تــراه ُ إذا تـحـدّثَ ثـَـعـلـبـا
آنـا ً تـراهُ مُـحـَدثا ً مُـتـَفـَذلـِكـا ً
آنــا ً تــراه ُ مُـخـَـربَـطـا ً ومُـغـَـرَّبـا
طـورا ً تـراهُ مُـطـأطـئـا ً متواضعـا ً
طـــورا ً تــراهُ مُـكـابـرا ً ومُـقـَـطـِّـبـا
ومـن الأكـيـد ِ بأن صـمـته حيلـة ُ
واذا تـكـلـَّـمَ بـالـريـــاء ِ تـَجـَـلبـَـبــا
لا تـأمـَن السمسارَ إنَّ كـلامـه
غِــشٌ بِـظـِـلِ سُـمومه اخـتبأ الربـا
ما كان في الناس ِالرِبـا مُـتـفشيا ً
لـولا السماسرة الألى كـانـوا العـَبا
يـاهـوذ َ قـد بـاعَ المسيحَ بفـضة ٍ
مـا عادلتْ إلا َّ السُـدى وهَـبا الهـَبا
لـولا سماسرة الخيانة ِ ما انـتـهى
جَسَدُ المسيحِ على الصليب ِ مُصَلـَّبا
ومُحـَمـَّدٌ لـولا خـيانـة ِ زمـرة ٍ
شـريـرة ٍ مـا كـانَ في الغـارِ اخـتـَبـا
إنَّ الخيانة مـن طـبـيـعـة ِ مُـجـرم ٍ
سمسار قـد بـاعَ الأمـومـة َ والأبــا
لا تـأمـَن السمسارَ إنَّ أمـانـه
ويـلٌ يُـصـيـبُـكَ بالحـقـارةِ والـوَبـا
ووبـاءُ أمـتـنا السماسرة ُ الألى
خـانـوا الأمانة َ والكـرامة َ والإبــا
وتـلـذذوا بــدم ِ البــراءة ِ وارتـوا
حـتى الثـمالة واستـماتـوا في الغـَبـا
مـا هَـمـّهـمْ إلا َّ السفالـة والـزنى
وسُــلوكَ مُـحـتال ٍ يعيشُ تـَـثــَعـلبـا
يـاهـودنا فاقـوا اليهـودَ بـخـُبثـهم
لـولاهُـمُ مـا كـانَ فـيـنا مـنْ كـَبــا
ما مارسَ الخـُبثَ البغيضَ سوى الألى
قـدْ روَّجـوا للـزور ِ حـتى استـرهـَبا
كـانـوا السماسرة الذين تـَـعــوّدوا
عـيشَ التـَزَلـُّـفِ والتسكـُّـع مَـطـلبا
أبـدت لـنـا الأيـــامُ أن بـلاءنـا
بِـصـِغـارنا وسـفـولهم فـقـط اخـتـَبا
إن كـانَ من شِيَم ِ الصِغار ِ تـخابـثٌ
فـعلى الكِـبار ِ الصـدقُ يبقى الأوجـبـا
فـالصـِدقُ ودٌ في النـوايا كـامـِنٌ
والــودُ فـعـلٌ صـادقٌ لـنْ يَـكـذبــا
ديـنُ السماسرة ِ النـفـاقُ وشرعـهـم
خـُبـثٌ، وداءُ الخـُبثِ لن يـتـطـبـبا
مـا كـانَ في غـِش ٍ بـصيصُ فـضيلـة ٍ
بـل كـان في الغِـشِ التسافـلُ مُـرعِـبا
لا تـَعـجـَبـنَّ إذا تـلاعــبَ غــادرٌ
واعـجـَبْ إذا الصِـدِّيـقُ صـارَ مُـلـعـَّـبا
لـو يـتـعـِظ ْ بـالمـوت ِمن عَـبَـدَ الهوى
مـا عـظـَّـمَ المالَ الحـقـيـرَ وربـَّـبـا
هِيَ حـكمة ُ الأيام شاعت في المـَلا:
مـلعـونُ مـنْ نـَكـَرَ الجـمـيـلَ وكـَذَّبــا
هِيَ آيــة ُ العـقـل ِ الرشيد ِ مفـادها:
فـَقـَط الخـَلـوق ُ مـنَ الإلــهِ تـَقــَرَبـا
هِيَ سـنـَّـة ُ الله العـظيم ِ مدى المدى:
مـنْ صَـد َّقَ السمسارَ كـانَ الأخـيـَبــا