اللبنانيون مدعوّون للتلاقي والشراكة لإفشال المخططات التفجيرية
} عمر عبد القادر غندور*
والآن بعدما هدأت قرقعة الانتخابات على النحو الذي بات واضحاً خارج التوقعات والاحتمالات وأحلام اليقظة، وبعد ان راحت «السكرة» وجاءت «الفكرة» تحوّل مجلس النواب في ضوء النتائج التي أفرزتها الأصوات، الى حلبة ملاكمة بانتظار تبلور الاصطفافات التي لا بدّ منها لإطلاق العمل التشريعي بدءاً من انتخاب رئيس المجلس ونائبه، الى اختيار رئيس الحكومة العتيد والتحضير لتشكيل حكومة جديدة، الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل تشرين الأول…
وفي عزّ هذه الاستحقاقات يعيش الشعب اللبناني أقسى أزماته المعيشية بدءاً برغيف الخبز اليومي، الى تحليق سعر صرف الدولار الذي بدأ يلامس ما يزيد عن الثلاثين ألفاً، والانعكاس الفوري لأسعار الغذاء كافة كقارورة الغاز الى المحروقات التي زادت عن نصف مليون ليرة للصفيحة الواحدة الى الشحّ في مادة القمح، الى التلهّي بحكاية بواخر القمح التي تنتظر فتح الاعتمادات التي لم تعد مطلوبة من المصرف المركزي بل من حقوق السحب الخاص SDR من الاحتياطي الإلزامي بعد موافقة مجلس الوزراء، ثم الى وزير المالية الذي يرسلها بدوره الى المصرف المركزي لفتح الاعتماد، فيما المطاحن والمخابز مغلقة بوجوه الناس حتى يتمّ دورته على هذه المحطات، اما اتفاق الـ ١٥٠ مليون دولار مع البنك الدولي المخصص للقطاع الغذائي فيتطلب الأمر إقراره في مجلس النواب ما يعني انّ الانتظار سيستغرق فترة شهرين. أما القمح الموجود لدى المطاحن وقيمته ٨ ملايين دولار والذي ينتظر الدعم لتباشر المطاحن الطحن وبالتالي طحن أعصاب اللبنانيين على أبواب الأفران!
هذا في الشأن الخدماتي، أما في الشأن السياسي، لا تبدو الأمور جيدة في ضوء التحركات الداخلية والخارجية التي تحضّر لسيناريوات عنيفة تبدأ بتحالفات القوى السياسية الجديدة والحديثة، وما تحرك بعض السفارات على المستويين المالي والإجرائي إلا نذر شر لاستثمار المزاج الإجرامي لدى البعض الذي يريد ومن يريد من خلفهم جرّ الساحة اللبنانية الى ما لا يتمناه العقلاء في لبنان الذين يحاولون «تبريد» الرؤوس الحامية والدعوة الى المشاركة والتعاون والانفتاح للمساعدة على إنقاذ البلاد والعباد مما يعاني منه الجميع.
ولعلّ إطلالة سماحة السيد حسن نصر الله بوجه مبتسم ونبرة هادئة مساء أول أمس إلا تعبيراً عن الرغبة الصادقة للتخفيف من آلام ومتاعب اللبنانيين ودعوة الجميع الى الوئام وتغليب المصلحة اللبنانية العامة، وعدم الرهان على إيجاد مستنقع يُلهي ويُصرف النظر عن القدس ومقدساتها، وفي ذلك بلاء عظيم، كفانا الله شره…