شويغو: سنُنشئ 12 تشكيلاً عسكرياً على حدودنا الغربية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أنّ بلاده تتعرض لـ”حرب شاملة في المجال السيبراني” منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ولفت بوتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، إلى أنّ “الحرب السيبرانية تمنع وصول المعلومات من روسيا، وتنشر أخباراً مزيفة بدلاً عنها”، معتبراً أنّ “ما تتعرض له روسيا في المجال السيبراني يؤكد ضرورة تقليص الاعتماد على التقنيات والبرامج الأجنبية ودعم التقنيات المحلية”.
وشدّد بوتين على أنّ “الهجمات سيبرانية المنسقة التي تنفذ ضد روسيا من دول مختلفة تقف جهات حكومية وراءها”، مشبّهاً “العدوان السيبراني”، بـ”زحف العقوبات” ضد روسيا عموماً.
بدوره، علّق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، على احتمالية قطع شركة “غازبروم” الروسية الغاز عن فنلندا، قائلاً: “روسيا لن تقوم بتزويد أي شيء بالمجان”.
وأضاف بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي: “ليس لدينا معلومات عن جميع الشركات التي أبرمت معها غازبروم عقوداً”.
في غضون ذلك، قال البرلمان الروسي إنّه “سيدرس مشروع قانون يسمح للروس الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً والأجانب الذين تزيد أعمارهم عن 30، بالالتحاق بالجيش”، مبيناً أنّ “هذه الخطوة ستمكّن الجيش من الاستفادة من مهارات المتخصصين الأكبر سناً”.
وذكر الموقع الإلكتروني لمجلس الدوما: “لاستخدام الأسلحة عالية الدقة وتشغيل الأسلحة والمعدات العسكرية، هناك حاجة إلى متخصّصين على درجة عالية من الاحترافية”.
وفي السابق، كان بإمكان الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً، والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، التعاقد مع الجيش.
ويصل تعداد الجيش الروسي إلى 850 ألف جندي، إضافة إلى 250 ألف جندي في قوات الاحتياط.
على صعيد متصل، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أنّه لا يوجد إجماع سياسي وطني في السويد على قرار الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، موضحة أنّ زعيمي حزبي “اليسار” و”الخضر” صرحا بأنهما “ضد الانضمام إلى الحلف”.
وشرحت أنّ السويد لم تجر استفتاءً شعبياً لدعم هذه الخطوة، لافتة إلى أن عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، من بينهم زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، زاروا العاصمة السويدية ستوكهولم في اليوم الذي تم فيه إعلان القرار التاريخي بطلب انضمام السويد إلى «الناتو».
وتابعت زخاروفا أنّ «السويد لم تنضم إلى الحلف بعد، لكن الأميركيين يملون بالفعل على السلطات السويدية ما تقوله لشعبها»، قبل أن تتساءل: «لماذا لم يكن هناك استفتاء؟ لأنّه لم يسأل أحد الناس في السويد منذ فترة طويلة. الأميركيون هم من يقرّرون للسويديين».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّ الجيش الروسي وقوات من دونيتسك ولوغانسك توسّع السيطرة على أراضي دونباس، مؤكداً أنّ “تحرير لوغانسك يشارف على الانتهاء”.
وأضاف شويغو أنّ قرابة 1908 مقاتلين أوكرانيين في مصنع «آزوفستال» للصلب سلّموا أنفسهم.
ونبّه إلى أن “التهديدات العسكرية قرب حدودنا الغربية متصاعدة، بسبب تحركات الولايات المتحدة وحلف الناتو”، كاشفاً أنّ بلاده “ستقوم بإنشاء 12 تشكيلاً عسكرياً جديداً في المنطقة العسكرية الغربية بحلول نهاية العام 2022”.
وتوقف شويغو عند تزايد تحليقات الطيران الاستراتيجي الأميركي في أوروبا بواقع 15 ضعفاً، مشيراً إلى دخول سفن حربية تابعة للولايات المتحدة بشكل منتظم إلى بحر البلطيق.
وكان رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين، أكد في وقت سابق، مغادرة أكثر من نصف العسكريين الأوكرانيين الذين كانوا يتحصنون في دهاليز مصنع “آزوفستال” في مدينة ماريوبل، بعد أن ألقوا السلاح واستسلموا لقوات الدفاع الشعبي والقوات الروسية.
إلى ذلك، صرّح نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات حسنولين، بأن جهود إعادة إعمار الأراضي المحرّرة في أوكرانيا ودونباس، والتي تضررت بنيتها التحتية أثناء القتال، سيشرف عليه مقر حكومي خاص.
وأشار حسنولين إلى أنّ خطط المقر تشمل ترميم جميع الطرق والمساكن المدمرة، مضيفاً أنّ المجموعة الثانية من الإجراءات التي يجري العمل عليها أيضاً تخص النهوض باقتصاد المناطق المتضررة، من ضمنها إجراءات حول القطاعين المالي والزراعي.
في السياق عينه، أظهر استطلاع جديد للرأي، أنّ غالبية المواطنين الروس يبدون الثقة بالرئيس فلاديمير بوتين.
وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي نظمته مؤسسة “الرأي العام” للدراسات الاجتماعية، فإنّ 76 بالمئة من المستطلعين أعربوا عن ثقتهم بالرئيس بوتين، فيما أبدى 15 في المئة منهم عدم ثقتهم بالرئيس بوتين.
وأكدت نتائج الاستطلاع، الذي أُجري في أيار/ مايو الجاري، في أكثر من خمسين منطقة روسية، أن 79 بالمئة من المستطلعين أنّ الرئيس بوتين جيد في منصبه، فيما أبدى 12 في المئة منهم بوجهة النظر المعاكسة.
ميدانياً، صرّح المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، بأن القوات الجوفضائية الروسية استهدفت خلال الساعات الماضية أربعة مراكز قيادة و45 تجمعاً للعسكريين والآليات القتالية وسبعة مستودعات للذخيرة والوقود، في عدد مناطق جمهورية دونيتسك الشعبية.
وذكر كوناشينكوف أن سلاح الجو الروسي قصف ثلاثة مراكز قيادة و47 تجمعا للعسكريين والآليات الحربية الأوكرانية في مقاطعة خاركوف، مقدراً خسائر قوات كييف بأكثر من 280 قتيلاً، إضافة إلى العشرات من المعدات العسكرية المختلفة.