النبوءة…
تؤكد الإدارة الأميركية أنها ستقف بإصرار وبلا هوادة مع الدول في شرق آسيا وأستراليا، أيّ دول جوار الصين، كيما تناصب الصين العداء لكبح جماحها والتصدي لتطلعاتها في ما وراء البحار. قبل ذلك بكثير، كانت الإدارات الأميركية السابقة تؤلّب القلوب والنفوس في الشرق الأوسط ضدّ إيران، وفي واقع الحال هي لم تقف عند حدود تأليب القلوب والنفوس، هي كانت تستدعي كلّ مقومات القوة الصلبة والناعمة لمحاولة إلحاق الضرر بإيران وحلفائها، ولم تكن لتتردّد في الزجّ بالمنطقة في أتون صراع مسلّح لولا شعورها ومعرفتها بأنّ موازين القوى قد اختلت لمصلحة محور المقاومة…
لم تتردّد سابقاً وحينما شعرت بأنّ إيران في وضع ضعيف عقب نجاح الثورة الإسلامية، لم تتردّد، في استخدام حماقة صدام المفرطة للزجّ بالمنطقة في أتون حرب طاحنة استمرت لسنوات ثمان، أكلت الأخضر واليابس.
وأخيراً وليس آخراً، تستنهض واشنطن أوروبا نحو التناقض مع روسيا، آلاف السنين من الجيرة والمؤاخاة ووحدة الدم المُسال بغزارة في مواجهة الفاشية والنازية، وعلاقات عضوية اقتصادية وتجارية… لم يشفع كلّ ذلك التداخل الطبيعي بين هذه الشعوب التي تعايشت وانسجمت في الفكر والفن والموسيقى والأدب والفلسفة والثقافة، تصطفّ الجيوش قبالة بعضها البعض، ولا يعلم إلّا الله إلامَ وعلامَ سيتفتّق ذلك، هكذا تحدث الأب برينان في الوحي الثالث عشر عن نقيض المسيح، من البحر الخالد سيتجلّى، خالقاً جيوشاً متقاتلة على كلّ الضفاف، جاعلاً الأخ يتحفّز ضدّ أخيه، حتى يصبح وجود الإنسان برمّته في مهبّ الريح .