هل يستبق السفير البخاريّ مساءلة ولي العهد؟
كان لافتاً إصرار رئيس حزب القوات اللبنانية في الحديث عن انتصار انتخابي أسفر عن نقل الكتلة المسيحية الأكبر من التيار الوطني الحر الى القوات اللبنانية، ونقل الأغلبية النيابية من مناصري المقاومة إلى مناوئيها، رغم معرفته اليقينيّة بأن كلامه غير صحيح، وأن أعلى سقف يمكن الحديث عنه هو تحقيق توازن مسيحي وتوازن وطني، سواء بين التيار والقوات أو بين مؤيدي المقاومة وخصومها.
كان لافتاً أيضاً تدخل البطريرك الماروني بشارة الراعي لتدعيم أطروحة القوات اللبنانية، وصولاً لاتهامه من وصفهم بالمتضررين من نتائج الانتخابات بالتلاعب بسعر الصرف والتسبب بأزمات القمح والمحروقات، رغم إدراكه أن محور كل هذه الأزمات يبدأ وينتهي عند حاكم مصرف لبنان، الذي يتمتع بدعم البطريرك.
يبدو أن كل ذلك لم يكن كافياً للإيحاء بتحقيق الانتصار الموعود، خصوصاً مع كلام معاونين سابقين لوزير الخارجية الأميركية، ديفيد شنكر وديفيد هيل، عن خسارة خصوم المقاومة لمعركتهم بإضعاف حزب الله.
جاء الكلام اللافت للسفير السعودي عن نتائج الانتخابات خارج المألوف، رغم السقوف غير الدبلوماسية لكلام السفير، فخرق سقوفه السابقة، بحديثه عن زفّ بشرى الانتخابات وسقوط رموز الخيانة والغدر، كأن هناك من لا يصدق كل الكلام عن الانتصار في الانتخابات، ومن يُصرّ على توظيف كل الأوراق لتأكيده.
هناك مَن يقول إن السفير السعودي يقف وراء هذا الإصرار عند الآخرين، لأنه من تولى إدارة المعركة وفقاً لتعهد بتحقيق الانتصار أمام ولي العهد السعودي، وإن الفشل الذي بات مؤكداً يتسبب بقلق السفير من المساءلة!