أولى

غرفة عمليّات سعوديّة تبدأ بتنفيذ مخطّطها في شمال لبنان!

حسين مرتضى

يبدو أنّ النظام السعودي مستمرّ في محاولته تغيير الخريطة الديمغرافية السياسية في لبنان بما فيها عملية إقصاء التيار الحريري خارج الخريطة السياسيّة، إذا صحّ التعبير.

النظام السعودي ومن خلال غرفة العمليات التي يشرف عليها السفير السعودي يقوم بالتركيز على فئة الشباب ضمن الطائفة السنية الكريمة، بحيث يكون ولاؤهم للنظام السعودي ليتمّ تعويمهم في العمل السياسي ليكونوا منافسين في الانتخابات النيابية.

الخطة السعودية تبدأ من منطقة الشمال ليتمّ استكمالها لاحقاً في مختلف المناطق اللبنانية.

مصادر خاصة أكدت أنّ رئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد بن علي الحميدان أرسل تقريراً الى رئيس الديوان الملكي فهد بن محمد العيسى قدّم فيها شرحاً مفصلاً عن الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في الشمال اللبناني.

وفي التفاصيل يبدأ التقرير بجدول يحدّد فيه التوزيع الإداري في الشمال من أقضية وبلدات لينتقل التقرير لذكر نسبة الطوائف 54 بالمئة من السنة 41 من المسيحيين 3,7 من العلويين.

وقد تناول التقرير الوضع الاقتصادي في الشمال حيث تم تعريف الاقتصاد بأنه اقتصاد إقليمي مرتبط بالخارج.

كما ذكر التقرير أنّ عدداً متصاعداً من سنة الشمال يشعرون بأنّ المحاصصة السياسية تهمّشهم، ولم تعط المنطقة حقها، كما أنّ الأحياء الشعبية في المناطق السنية تُعتبر ملاذاً للفارّين والإرهابيين فيما يلجأ الشباب السني لتعاطي الحبوب المخدّرة، وكذلك ارتفاع نسبة الأمية، وبأنّ أكثر من ثلثي السكان يعيشون تحت خط الفقر حيث تجاوزت نسبة البطالة في المنطقة، حسب التقرير، 50 بالمئة.

وهنا علينا أن نؤكد بأنّ ما ورد في التقرير هو رؤية النظام السعودي لمكونات الشمال اللبناني. وهذا يوضح بأنّ النظام السعودي يتعامل مع اللبنانيين بأسلوبين مختلفين: الأول يظهر فيه دعمه واهتمامه، فيما الأسلوب الثاني يعتمد على مصلحته الخاصة. فهل يقبل اللبنانيون بأن يتمّ وصفهم كما ورد في التقرير؟

وبالعودة إلى التقرير فقد كتب رئيس المخابرات السعودية بعض المقترحات حول المنطقة وجاءت كما يلي:

بداية يقوم صندوق التنمية السعودي بتمويل مشاريع محدودة يجري اعتمادها بعد دراسة الحاجات الفعلية للمناطق السنية، تسبقه زيارات ميدانية من الجهات المعنية، كما يتمّ افتتاح مكاتب لصندوق التنمية السعودي في مختلف مناطق الشمال. وهنا يشير التقرير الى انه يمكن التأسيس لقوة سنية (مدنية اقتصادية سياسية).

العمل على تطوير مرفأ طرابلس وإنشاء معهد مهني لتدريب أبناء المنطقة يؤهّلهم للعمل ويكون ولاؤهم للسعودية .

إضافة إلى دراسة المساعدة في تصريف الإنتاج الزراعي للمناطق السنية الشمالية، والبدء في العمل على تشكيل واجهة سياسية شبابية جديدة في طرابلس تعمل وفق منظومة دينية خاصة وزخم يستنهض الواقع السني ويؤسّس لمرحلة يمسك من خلالها الواقع السني وبعدها ينافس في الانتخابات.

يبدو بأنّ النظام السعودي يسعى لخلق حالة توتر أمني في لبنان تكون نتائجها كارثيّة من جهة السلم الأهلي ليتمكن من فرض سيطرته على لبنان تنفيذاً لمخطط الإدارة الأميركية، فهل يقبل أهلنا في الشمال بأن يكونوا وقوداً لحرب أهلية تخدم مصالح كيان الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى