السيد من بعبدا: لا يجوز لرئيس الجمهورية تسليم صلاحياته لحكومة تصريف أعمال
بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع النائب اللواء جميل السيد، أمس في قصر بعبدا، في التطورات السياسية الراهنة ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والأوضاع الأمنية في منطقة بعلبك – الهرمل.
بعد اللقاء، أوضح السيد أنه شكر عون «على المجهود الذي قام به والحكومة لإجراء الانتخابات في موعدها، على الرغم من كل السلبيات المتعلقة بالقانون بذاته والظروف البشعة التي رافقتها، ولا سيما الرشاوى المالية وغيرها من الأمور، ولكن في حالة البلد الحالية يبقى حصول الانتخابات مهما كانت الثغرات أفضل من عدم حصولها».
أضاف «تطرقت أيضاً إلى الوضع الأمني في منطقة بعلبك – الهرمل، ولا سيما في منطقة بعلبك بعد الحادث المأسوي الذي اسفر عن سقوط قتيلين. وبغض النظر عن تشجيعنا دائماً للمصالحات المحلية التي نحن معتادون عليها في المنطقة، لكن أصررت على فخامة الرئيس أن يكون للجيش اللبناني والقوى الأمنية جهوزية وحضور على الأرض أكثر من أي وقت مضى، تلافياً لاستفحال الأمر وحصول فتنة بين المذاهب والطوائف».
وتابع «كما بحثنا بإيجاز خطة التعافي الاقتصادي، وأوضحت لفخامة الرئيس الثغرات الكبرى الموجودة فيها، ولا سيما أنها تأتي في ظروف معيشية مأسوية مالية واقتصادية، ووجهة نظري الدائمة هي أن البشر هم الأساس وليس الأرقام، فحين يتواجد البشر الصالحون تتواجد الحلول وحين يستمر البشر السيئون تسقط الحلول ولو أمطرت ذهباً».
وعن الاستحقاقات ما بعد الانتخابات والمتعلقة برئاسة المجلس والحكومة وبعدها رئاسة الجمهورية، أوضح السيد أنه «صرف النظر عن انتخابات رئاسة المجلس ومجرياتها التي سأتحدث عنها في وقت لاحق، تطرقت مع فخامة الرئيس إلى تشكيل الحكومة في ظلّ ما يُتداول حالياً حول احتمال أن تكون هناك حكومة تصريف أعمال تستمر فيها حكومة الرئيس ميقاتي حتى نهاية العهد، مع ما يواكب هذا الأمر من اهتراء للبلد من النواحي كافة»، معتبراً «أن استمرار حكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات الرئاسية هو مؤامرة على الناس قبل أن تكون مؤامرة على فخامة الرئيس والعهد، لأن الناس في حاجة إلى حكومة تدير أمورهم. وفي هذا المجال، كان لي رأي قد يأخذ به فخامة الرئيس أو لا، ويقضي بأنه دستورياً، وفي حال حصلت فعلياً مناورة عدم تشكيل الحكومة، فإن فخامة الرئيس لا يجوز ان يسلّم صلاحيات الرئاسة إلى حكومة تصريف أعمال في نهاية ولايته، لأن صلاحيات الرئاسة ليست من المواضيع التي يشملها تصريف الأعمال ولا يُمكن، حسب رأيي، لفخامة الرئيس المغادرة وتسليم صلاحياته إلى حكومة تصريف أعمال لا تتمتع بصلاحيات دستورية بنفسها ولا يُمكن لها بالتالي أن ترث الصلاحيات الدستورية لفخامة الرئيس».
واستقبل عون راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ورئيس أساقفة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد.