أخيرة

ماذا بعد…؟

كلّ من يتوقع انّ الحالة المعيشية وتهاوي الليرة والكهرباء والدواء والتضخم والمحروقات ستكون ديدن الآتين إلى سدة الحكم فيما هو آتٍ من الأيام هو واهم حتى أذنيه، كلّ ذلك الضخ الإعلامي، وكلّ ذلك المال الذي تدفق كالنهر الجارف الى الساحة اللبنانية لاستجلاب حكومة تنفيذية ومجلس تشريعي لم يكن الهدف منه بحال هو تحسين أوضاع الناس وجلب الضوء للزوايا المظلمة وإطعام الأفواه الجائعة وتزويد الحانات بالدواء وترميم الميناء المدمّر وتوفير المحروقات، كلّ من يظنّ ذلك هو واهم حالم لا يعلم بواطن الأمور ولا دهاليز المتآمرين…

الهدف المطلق لكلّ هذا الضجيج وكلّ هذه الزوبعة هو سلاح المقاومة، وكلّ ما عدا ذلك هو هراء وتعابث بالحقيقة، حزب الله وسلاحه هو الخطر الأفدح والأشدّ وطأةً على الكيان البائد، حاولت كلّ قوى الظلام من غرب متوحّش وصهيونية دنسة وأعراب توابع تحقيق ذلك الهدف بالناعم من الوسائل وبالفظّ منها وبالحديد والنار وبالحروب وبالتجويع وبالتعتيم وبالترهيب وبالحصار، بالمباشر وبغير المباشر، لم تعدم أية وسيلة إلّا وانتهجتها لتحقيق هدف تجريد المقاومة من السلاح ولم تفلح، فتدخّلت على المكشوف وبلا مواربة في الانتخابات بالبترودولار وبالإعلام القميء المرتزق لاختلاق أغلبية زائفة، ليس لتحسين أوضاع الناس وانتشالهم من الفاقة والعوز والظلام الدامس وضنك الحال، بل لضرب المقاومة وتجريدها من السلاح…

هذا هو الهدف، وهذا هو الأمل الزائف الذي يرمون إليه، فلنضع هذا التشخيص للحالة نصب أعيننا، ولنؤسّس على هذا التصوّر إعدادنا واستعدادنا للمرحلة المقبلة بدون تجديف أو خداع الذات أو استبشار متفائل للآتي من الأيام .

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى