روداكوف: روسيا لعبت دورا تاريخيا رائدا مميزا في الحفاظ على السلام والإستقرار
أحيت «حركة الناصريين المستقلين-المرابطون» الذكرى السابعة والسبعين لانتصار روسيا الإتحادية على النازية في العام 1945، بحضور وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضم ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي وعضو المجلس الأعلى – منفذ عام بيروت بطرس سعادة إلى جانب السفير الروسي ألكسندر روداكوف، سفير فلسطين أشرف دبور، ممثل السفير الجزائري عبد الكريم ركايبي القائم بالأعمال سمير باشا، وعدد من الشخصيات وممثلي الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية.
بداية افتتح اللقاء بالأناشيد الثلاثة اللبناني والروسي والمرابطون، وعرض فيلم وثائقي قصير تحت عنوان «عيد النصر، انتصار الحق».
روداكوف
وقال روداكوف في كلمته: «يتم في عالمنا الحاضر، تشكيل هيكلية جديدة متعددة الأقطاب للعلاقات الدولية، على أساس مبادئ المساواة في السيادة بين الدول، وتعايشها السلمي والتعاون ذي المنفعة المتبادلة، علما أن هذه المبادئ لا تناسب الجميع، إذ يستميت «الغرب الجماعي» بقيادة الولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنته.
تقوم واشنطن بممارسة لعبة جيوسياسية خطرة وغير مسؤولة، في سبيل تحقيق أهدافها الكيدية المعروفة. ولا يتردد الأمريكيون في استخدام الدول وشعوبها وقودا وأدوات، كما يفعلون الآن مع أوكرانيا. فالصراع في هذا البلد لم يبدأ في 23 شباط، بل قبل ذلك بكثير أي عندما تقرر تحويلها إلى قاعدة أخرى للناتو.
شكلت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، رداً إضطرارياً واستجابة إستباقية، لمنع السيناريو الكارثي لتطور الأحداث.
تتعرض روسيا اليوم إلى حرب إعلامية شعواء. إنهم يحاولون شيطنتنا وتظهيرنا على شكل عدو. ويعملون جاهدين لاستبعادنا من مختلف المنظمات والهيئات الدولية، بهدف حرماننا إمكانية الدفاع عن المصالح الوطنية بالوسائل السياسية والديبلوماسية».
وأضاف: «تتعرض روسيا إلى إجراءات عقابية صارمة وقاسية، من نتائجها خلق وتعميق أزمة الغذاء العالمية، ويتم في هذا السياق تلفيق إتهامات كاذبة، بأن الجانب الروسي يعيق ويمنع إبحار السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية، رغم قيامنا في آذار الماضي، بفتح ممر إنساني في البحر الأسود. وفي وقت أعلن نظام كييف حظرا على حركة السفن التجارية في كل موانئ البلاد، وقام أيضا بزرع الألغام في المياه المجاورة، يجري الآن حصاد وحظر 84 سفينة مع 200 من أفراد الطاقم، وهذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه التكتيكات، حيث يجري عملياً استخدام طواقم السفن المدنية «كدرع بشري».
وتابع: «لطالما لعبت روسيا دورا تاريخيا رائدا مميزا في الحفاظ على السلام والإستقرار. فهي التي دحرت في العام 1812 جيش نابليون، الذي أغرق نصف أوروبا بالدم. وعملت بلادنا على حماية فرنسا. وكان الإمبراطور ألكسندر الأول في العام 1815 صاحب فكرة إنشاء اتحاد مقدس للدول يهدف إلى منع الحروب، مما منح أوروبا أربعين عاما من السلام. وبعد أكثر من مئة عام بقليل، ظهرت الأيديولوجية النازية التي قدم الإتحاد السوفياتي الكثير من أجل تديرها. وبذل في نفس الوقت جهودا جبارة من أجل إعادة إعمار ألمانيا، ومنح البشرية سبعين عاما أخرى من الحياة السلمية».
وختم: «تواجه روسيا من جديد الشر العالمي، ونحن في هذه المعركة لسنا وحدنا إذ ونشعر بدعم ما نقوم به، بما في ذلك هنا في لبنان، ونمد أيدينا إلى كل من هو على استعداد للوقوف جنباً إلى جنب من أجل الحفاظ على عالم عادل وحر».
حمدان
وألقى العميد مصطفى حمدان كلمة «المرابطون» فقال: «شاهدنا في عرض الفيلم تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وجرائمها التي لا تعد ولا تحصى في كل أنحاء العالم، بدءا من الإبادة الجماعية للسكان الأصليين في أميركا، إلى فييتنام ونكازاكي وهيروشيما وأفغانستان والعراق وسورية وليبيا بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وبكل وقاحة يتحدثون عن الإنسانية، ويتهمون غيرهم باللا إنسانية، أما نحن ومن خلال قوميتنا وعروبتنا وإنسانيتنا وكلبنانيين ومن الواجب إنسانياً أن نقف مع الإتحاد الروسي والرئيس فلاديمير بوتين».
وتابع: «على الصعيد الداخلي اللبناني، هذه السفارة الروسية في بيروت نراها كيف تتعاطى باحترام وأخلاق وبمسؤولية وطنية عالية، مع كافة الأطياف اللبنانية، دون تمييز من تعليم وطبابة ودعم للجيش اللبناني. وعرضت كل الدعم السياسي والإجتماعي والإقتصادي للشعب اللبناني. وهذا ما يقوم به سعادة السفير الكسندر روداكوف يوميا. لكن هذا النظام الطائفي والمذهبي رفض مصلحة الشعب اللبناني، وخرجوا من هنا وهناك يتفلسفون ويقفون مع عصابة كييف النازيين الجدد ويدافعون عنهم، وعندما أحرجوا بموقفهم قالوا أنهم على الحياد. لا مجال للحياد بين الحق والباطل، الحق هو الإتحاد الروسي وفلاديمير بوتين، والباطل هو الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وهؤلاء الرعاع في كييف وأوكرانيا».
الأب سروج
وأكد الأب إبراهيم سروج من جهته، أن «لروسيا دورا فاعلا ومحوريا في تطور العلم والمعرفة في الشرق الأوسط، عبر المساهمة بإنشاء دور العلم والمدارس والمراكز الثقافية المجانية، والتي تحمل أهدافا سامية، في سبيل رفع السوية العلمية التي هي أساس تطور الشعوب، على عكس الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، التي جاءت إلينا مستعمرة وغازية بهدف إبادتنا والقضاء على مبادئنا وهويتنا القومية».