من أول غزواته… كسر عصاته
يبدو أنّ جعجع رجل ماسوشي، يستعذب العذاب، ويتلذّذ بالخسران، لم يجبره أحد على افتعال معركة رئاسة مجلس النواب، كان بإمكانه ان يأكل العلقة “كتّيمي”، بدون جلبة وبلا ضوضاء، ولكنه آثر أن يقف على رؤوس الأشهاد، ويضع مواصفات ومعايير لوظيفة رئاسة المجلس، ويعلن بأنه سيصوّت ضده حتى يُفشل انتخابه، تماماً كما قال خلال المعركة الانتخابية، إنتخبونا وسنعيد الليرة الى ما كانت عليه قبل الانهيار الاقتصادي، ثم قفز عند إعلان نتائج الانتخابات ليبشرنا بأنه حظيَ بالأغلبية، وأنّ خصومه باؤوا بالهزيمة والخسران…
منيح، لماذا لم تعد الليرة إلى ما كانت عليه قبل السقوط الكبير، بل هي في واقع الأمر انطلقت تحقق أرقاماً غير مسبوقة في انهيارها، لو كنت مكان جعجع “الحكيم” لالتزمت صمتاً مطبقاً، ولم أنبس ببنت شفة، فالصمت حكمة يا “حكيم” وفيه السلامة، وفي واقع الحال، فإنّ رجلاً يمتلك سجل جعجع الذي ينضح بالهزائم وسوء التقدير والتراجعات، حريّ به أن يتنحّى جانباً ويترك المجال لغيره ممن قد يقودوا هذا الحزب كيما يصبح حزباً يحتمل أدنى حد من الانتماء واللاتبعية، ويحرّره من الارتهان إلى الخارج، وبالذات أولئك الذين أغرقوه بالدولار، ومن ثم جعلوا منه أداة طيّعة لخدمة أيّ شيء على الإطلاق إلّا مصلحة وطن يدعى لبنان.