الأسد ينذر أردوغان
سادت خلال الأسبوع الماضي موجة دبلوماسية وإعلامية تحذّر من قيام الجيش التركي بالتوغل داخل الأراضي السورية وإقامة حزام أمني حدودي بعمق 30 كيلومترا، وجاءت الحشود العسكريّة التركية والتصريحات المرافقة لها، والتعليمات التي تلقتها الجماعات المسلحة الإرهابية التابعة لتركيا لتمنح هذه التحذيرات مصداقية عالية.
تعاملت الدولة السورية مع هذه التطوّرات بجدية عالية، سياسياً ودبلوماسياً، ولكن عسكرياً أيضاً، فأبلغت سورية حليفها الروسي أن التحرك التركي في حال حدوثه سيعني سقوط إطار أستانة، وأن سورية لن تشارك بعد ذلك في أيّ اجتماع يحضره الأتراك، وأنها ستتعامل مع كل وجود عسكري تركي فوق الأراضي السورية بصفته احتلالاً أجنبياً، وأن سورية تطلب من موسكو إبلاغ القيادة التركية بأن عليها أن تضع في حسابها مواجهة الجيش السوري وجهاً لوجه بكل الإمكانيات المتاحة إذا بدأ العمليّة العسكرية للتوغل داخل الأراضي السورية.
طلبت دمشق من حليفيها في موسكو وطهران دعم موقفها وإبلاغ الأتراك بأن تنفيذ عمليتهم سيعني مواجهة بين الجيشين التركي والسوري، وأنه طالما أن هذه المواجهة تجري على الأرض السورية، والجيش السوري فيها مدافع عن سيادته، فإن الدولتين الروسية والإيرانية ستقفان الى جانب سورية، وتقدّمان الدعم اللازم لجيشها.
تبلغت تركيا الإنذار السوري، وتبلغت العواصم الغربية بالتطوّرات الخطيرة، فبدأت التحركات الدبلوماسية لثني أنقرة عن مغامرة ستؤدي الى انفجار الموقف وخروجه عن السيطرة، وجاءت الرسالة الأميركية لطلب إعادة النظر التركية بالتوغل لتمنح أنقرة ما يحفظ ماء الوجه للتراجع.
طويت صفحة العبث التركيّ وسجلت سورية وقيادتها نقطة متقدّمة، بدأت تظهر مفاعيلها شعبياً في المناطق السورية الشمالية.