انتخابات رئيس المجلس ونائبه: صفعة جديدة للفريق الأميركيّ…
حسن حردان
جاءت نتائج معركة انتخابات رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، ونائبه الياس بوصعب، وأعضاء هيئة مكتب المجلس بمثابة صفعة جديدة مدوّية وجهت إلى الفريق الأميركي، تضاف إلى الصفعة التي مُني بها هذا الفريق في نتائج الانتخابات النيابية، والتي عززت المقاومة وحلفها نيابياً وشعبياً، مما أسقط الرهان الأميركي على إضعافها…
على أنّ انتخابات المجلس بالأمس أكدت النتائج التالية:
النتيجة الأولى، انّ الكتلة النيابية الأكثر تماسكاً والتي تملك أغلبية النصف زائداً واحداً إنما هي الكتلة التي تتألف من تحالف قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر وبعض النواب المستقلين الذين يؤيدون المقاومة.. وظهر ذلك بوضوح في انتخاب نائب الرئيس الياس بوصعب بـ 65 نائباً، أكثر منه في انتخاب الرئيس بري بـ 65 نائباً، لكون كتلة اللقاء الديمقراطي صوّتت للرئيس بري، فيما هي أحجمت عن التصويت لـ بو صعب، وصوّتت لمرشحها النائب غسان سكاف..
النتيجة الثانية، فشل كتلة القوات اللبنانية وتحالفاتها في إيصال ايّ مرشح لها في انتخابات هيئة مكتب المجلس، وفوز مرشح التيار الوطني النائب ألان عون بـ 65 نائباً، ومرشح الحزب التقدمي النائب هادي أبو الحسن بالتزكية…
النتيجة الثالثة، هزيمة قاسية للقوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض مَن انضمّوا اليهما من نواب الـ«أنجيؤز»، في أول امتحان لقوّتهم بعد الانتخابات النيابية، وهو ما يؤشر إلى فشلهم في تكوين أغلبية نيابية، وشعورهم بالخيبة التي عبرّت عنها القوات اللبنانية في العجز عن تأمين الفوز لأيّ من مرشحيها..
النتيجة الثالثة، مقابل تماسك تحالف فريق 8 آذار والتيار الوطني، ظهر فريق 14 آذار وما سمّي بالنواب التغييرين منقسمين، على غير قلب رجل واحد، غير قادرين على التوحد في أول امتحان لإعادة تكوين السلطة..
النتيجة الرابعة، إنّ نتائج انتخابات المجلس سوف يكون لها تأثير على تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، حيث لن يكون بمقدور فريق 14 آذار التحكم بهذه العملية، ولهذا سيكون أمام خيار التوافق، اذا ظلّ رهينة سيده الأميركي الذي يضع الفيتو الذي يبقي لبنان في الأزمة والشلل، في سياق استمراره في الحرب الناعمة التي يشنّها ضدّ لبنان لفرض الشروط عليه التي تخدم كيان العدو الصهيوني لا سيما لناحية ترسيم الحدود البحرية بعد أن فشل في إضعاف المقاومة نيابيا وشعبياً…
النتيجة الخامسة، تبيّن بوضوح انّ تحالف قوى 8 آذار والتيار الوطني يستطيع أن يحقق النجاحات المشتركة عندما يضع خلافاته الثانوية جانباً، ويركز جهوده على القضايا المشتركة، وإذا استمرّ في انتهاج هذا المسار واتفق على تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها وفي إيجاد الحلول للأزمات التي يعاني منها اللبنانيون فإنه قادر من أدنى شك على النجاح.. ولو كان هذا التحالف متماسكاً أيام حكومة الرئيس حسان دياب لكان نجح في تحقيق بعض الحلول للأزمة مثل التوجه شرقاً وقبول العروض الصينية والروسية والإيرانية المغرية لحلّ أزمة الكهرباء والنقل والمصافي.. الخ، وبالتالي لكان تمّ الحدّ من معاناة اللبنانيين ووقف التدهور الكبير في قيمة العملة الوطنية…
خلاصة الأمر، المهمّ أن تتمّ الاستفادة مما حصل عبر تعميم هذه التجربة من التحالف على القضايا الأخرى المشتركة، وما أكثرها، لإيجاد الحلول للأزمات التي يعاني منها جميع اللبنانيين، فلبنان بات بأمسّ الحاجة إلى تغليب المصالح المشتركة على المصالح الثانوية، وهو لسان حال المواطنين الذين يعيشون حالة من اليأس والإحباط نتيجة الصراعات السياسيّة والتي انعكست سلباً بشلل السلطة وتفاقم الأزمات…