شخصيات وأحزاب أشادت بمبادئ ومواقف الرشيد في ذكرى استشهاده كرامي لجعجع: لا العفو ولا شيء بوسعه منحك البراءة ونزع صفة القاتل والمجرم عنك
استذكرت شخصيات وأحزاب قومية ووطنية سيرة ومواقف الرئيس رشيد كرامي لمناسبة الذكرى السنوية الـ35 لاستشهاده.
وفي هذا السياق، توجّه رئيس «تيار الكرامة» النائب السابق فيصل كرامي، في كلمة له بالمناسبة، إلى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع بالقول «لا المال مهما امتلكت منه ولا القلاع والقصور في معراب أو غير معراب، ولا عدد النواب الذين اشتريت مقاعدهم بالمال والكذب والتحريض، ولا العفو الصادر عن مجلس النواب، ولا شيء تحت هذه السماء في وسعه أن يمنحك البراءة وينزع عنك صفة القاتل والمجرم».
وتابع «لم أعد أخشى من الاغتيال المتكرّر للشهيد، وإنما أخشى مما هو أكثر خطورة والمتمثل باغتيال دم الشهيد. ودم الشهيد رشيد كرامي هو مجموعة القيم والثوابت والمبادئ والعناوين التي استشهد من اجلها. دم الرشيد يعادل وحدة لبنان وعروبة لبنان وسيادة لبنان ومستقبل لبنان. وإذا تمكنوا من اغتيال هذا الدم فعلى لبنان السلام. ولن يتمكنوا».
وتوجه إلى الطرابلسيين قائلاً «إذا كنّا قبل هذه الانتخابات نخوض حرباً، فنحن بعدها مقبلون على حروب دفاعاً عن طرابلس ودفاعاً عن لبنان وعن لقمة العيش وكرامة المواطن»، مضيفاً «ليسمعني من يُريد أن يسمع، لم تكن طرابلس يوماً مقراً أو ممراً للعملاء أصحاب المشاريع والمخططات المدمّرة للبنان، واليوم أيضاً أؤكد لكم لن تكون طرابلس مقراً أو ممراً لهؤلاء حتى لو كانوا برتبة نواب».
وتابع «نحن أيها الأحبّة والأوفياء نواجه واحدة من أعتى المافيات التي انقضّت على مقاليد السلطة ونهبت المال العام وسرقت مدخرات الناس المتمثّلة بالودائع المصرفية، ومعركتنا ستبقى معركة الناس لإنقاذ الوطن من براثن هذه المافيا ولاسترجاع حقوق الناس ومنع استكمال مخطط بيع الدولة عبر ما يُسمّى بالصندوق السيادي وما أدراكم ما هو الصندوق السيادي. تنتظرون منّي أن أحدثكم عن غزوة انتخابات 2022، واليوم وقد انتهت هذه الغزوة أُحرّر نفسي من العهد الذي قطعته على نفسي بأن أنزّه اسم ومقام وذكرى رشيد كرامي عن كل القذارات والسفه التي حصلت خلال الحملات الانتخابية المسعورة التي أجزم أن لبنان لم يشهد لها مثيلاً منذ تأسيسه».
وقال «لقد تعرّضت خلال المنافسة الانتخابية إلى عمليات اغتيال معنوي على كلّ المستويات. لقد لفقوا الحكايات والأضاليل، زوّروا التاريخ والوقائع، اتهموني بما هو فيهم من تبعية وعمالة، وكان واضحاً أنّ الاستهداف يطالني بشكل مباشر سواء من اللوائح الوقحة أو من اللوائح المستترة، وأُضيف إليهم السيد دايفيد شينكر الذي أحب أن يخوض في زواريب مدينتنا وحاراتها ويفتي في ما لا يفقه فيه».
وأردف «لأنّ العارفين بما ارتكبوه في حقّي من تزوير صريح ومُثبت، يدركون حجم فعلتهم، فإن هذه الحملات لا تزال مستمرة، وكل يوم اضطر لتكذيب إشاعات وأضاليل تتناول مؤسساتنا لأنها أصلا مؤسسات وُجدت لخدمة الناس، كل الناس. وقد تسألون أيضاً عن الاتجاهات التي سأسير بها بعد نتائج الانتخابات المليئة بالشوائب والثغرات والأخطاء والتزوير. أقول لكم، انا لن أتغيّر ولن أتبدّل، وسأظلّ منحازاً للدولة رافضاً أن تتحول إلى دويلات، وعلينا ان نصون فعلاً هذه الدولة لكي نحميها من الانهيار ومن الزوال. كما سأظل منحازاً للعملية الديمقراطية رغم علمي بأنها ديمقراطية يشوهها قانون انتخابات مخالف للدستور ويستبطن في خفاياه وخصوصاً في مسألة تقسيم الدوائر الانتخابية، يستبطن بعداً تقسيمياً لم ينتبه له واضعو هذا القانون».
وقال «سأظلّ أنا وآبائي وأجدادي وكلّ الشرفاء، صلباً في لبنانيتي، ثابتاً في عروبتي، ومخلصاً لقضية العرب الأولى والمركزية وهي تحرير فلسطين ومقدساتنا كمسلمين ومسيحيين من الاحتلال الصهيوني. سأظلّ مؤمناً أن ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ بغير القوة. سأظلّ مؤمناً بحتميات التاريخ والجغرافيا لأن السير عكس هذه الحتميات هو كالسير عكس القدر، وقد جرّب اللبنانيون وما زالوا يجربون ذلك منذ مئة عام، ودائماً يصلون إلى الحائط المسدود الذي يُهدّد وطنهم بارتطام لا قيامة من بعده. سأظلّ منادياً بالحوار ولو دام ألف عام كوسيلة وحيدة لتنظيم الخلاف بين اللبنانيين حول كل القضايا التي تتصل بوطنهم».
وكان كرامي وضع ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق والكادر الوظيفي وشرطة البلدية، إكليلاً من الزهر على ضريح الرئيس رشيد كرامي.
من جهته، قال الرئيس البروفسور حسان دياب: «نستذكر الثوابت التي أرساها الرئيس الشهيد في الوطن الذي أحبّ، والتي نفتقدها اليوم في الممارسة السياسية».
أضاف: «يبقى رشيد كرامي، حتى اليوم، رمزاً للكرامة والوطنية الصافية والعروبة المتجذّرة والتزام فكرة الدولة».
واعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، في بيان، أن «الرئيس رشيد كرامي، شهيد الوطن الذي عاش فوق، واستشهد فوق. رجل الدولة الذي غدرت به مشاريع ميليشيوية فتنوية استباحت الدولة ودمّرت سلطاتها وأرهبت مواطنيها، وقتلتهم على الهوية ورمت بهم في قاع البحر وفي المقابر الجماعية».
أضاف «قتلوه لأنه نقيضهم، قتلوه لأنه عنوان البناء وهم عنوان الخراب. قتلوه لأنه سيد الوحدة وهم هواة الانعزال والشرذمة. قتلوه فظلّ حياً وظلّوا في حياتهم أمواتاً، على الرغم من كل ما فعلوا وفعل لأجلهم ويفعلون الآن، لغسل أيديهم من دمه».
وختم «فيا أيها الرئيس الشهيد، يا عنوان كرامة لبنان. هم قادرون على تبييض الأموال وتحويلها إلى أصوات، أما الضمائر فلا يُمكن تبيضها. رحمة الله عليك ستبقى إلى الأبد حياً في ضمير كل وطني ووجدانه».
بدوره أشار النائب الدكتور قاسم هاشم، في تصريح، إلى أن «الرشيد كان عنواناً في الانتماء والهوية الوطنية والعربية، وكان وما زال في حضوره والغياب مثالاً لرجل الدولة الذي حمل راية المبادىء والقيم الوطنية والأخلاقية».
أضاف «تأتي الذكرى هذا العام ولبنان أحوج ما يكون إلى نهج وقيمة استشهاده لمواجهة التحديات والأزمات وإنقاذ الوطن من براثن الطائفية والمذهبية وما تتركه من فساد، وللتأسيس لوطن العدالة والكفاءة والمساواة والمواطنية الحقيقية، وهي المبادىء التي دفع من أجلها حياته ليبقى لبنان وطن الوحدة والعروبة وإسقاط كل محاولات التجزئة والتفرقة، فاستحق أن يكون شهيداً للوحدة والحرية والعدالة والعروبة. ولذلك خافوا من كبريائه وعنفوانه وصلابته ووضوحه فأسقطوه جسداً لتبقى القيم التي ناضل من أجلها حية في ضمير كل وطني شريف يحافظ على إرث الشهداء الذين حافظوا على قيم الدماء والشهادة في زمن ضاعت فيه المبادىء وطغت العصبيات والمصالح».
واستذكر «حزب الله» في بيان، الرئيس الشهيد وقال «خمسة وثلاثون عاماً مضت على استشهاد الزعيم الوطني الكبير الرئيس رشيد كرامي، وفي كلّ عام تزداد الحاجة إلى دوره الوطني وأفكاره الوحدوية في الحفاظ على العيش المشترك والتصدي بقوة للفتن الداخلية والمؤامرات الخارجية التي تعصف بالوطن».
أضاف «لقد شكل الرئيس الراحل في حياته حالة وطنية متميزة، ووقف سداً منيعاً في مواجهة مشاريع التقسيم والفدرلة، وترك بصمات واضحة في إدارة الدولة».
ودعا «اللبنانيين جميعاً إلى الاقتداء بسيرته العطرة واستلهام مواقفه الوطنية والبنّاءة في معالجة الملفات الصعبة التي يعانيها وطننا»، مشّداً على أن «الوفاء لدمائه الزكية يكون بالحفاظ على خطه الوطني وإرثه السياسي وإفشال كل المشاريع المشبوهة التي تتربص شرّاً بلبنان ومعاقبة القتلة والمجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة المُدانة وإنزال أشدّ العقوبات بهم».