الإنسان – المجتمع هو البداية والنهاية
} يوسف المسمار*
أخطر العلاجات علاج التهرّب من رؤية الواقع على حقيقته، ومواجهة الوقائع بتجاهل المرض ومعرفة حالة المريض، والاستغناء عن الطبيب باللجوء إلى المشعوذين ولوائح العقاقير. فالحيطة غير التهرّب، والوقاية لا تكون بالتجاهل. ومَن يستهتر فلا يستغني عن العلاج. والأصحاء لا ينخدعون ولا يخدعون. إنهم أطباء نفوسهم. يشخصون المرض ويعرفون أسبابه ولا يتأخرون عن المعالجة مهما كانت عمليّاتها صعبة ونتائجها خطيرة.
نحن منكوبون. وهذه هي كل الحقيقة. فلا تبرير النكبة والاستسلام لها يفيد. ولا الاتكال على الغير يزيلها أو يخفّف من تبعاتها وينقذنا من النكبات الآتية والكوارث غير المنظورة.
وقبل أن نطلب من الآخرين المساندة واستجداء العون والدعم، يجب علينا أن نكون أولاً وقبل غيرنا في ساحة الجهاد أعزاء لا جبناء، وناهضين لا متخاذلين، وأحياء لا أموات. فليس مصير الجبناء غير الذل، ولا مصير المتخاذلين إلا السقوط والهوان، وليست نهاية الأموات غير الحرق والدفن.
إن الذين يتباهون بقوة غير قوتهم وينتظرون الخلاص على الأيدي التي هي غير أيديهم، ويسلمون مصير ذريتهم وأجيالهم الآتية لمن كانوا حرباً ودماراً على أجدادهم وآباهم ووطنهم وأمتهم ليسوا الا جهلة أغبياء، والويل لهم مما به يتباهون ويتبجحون ولنتائجه ينتظرون ولسوف يعلمون أي مصير تعس هم إليه بغبائهم سائرون ومهرولون.
فيا أيها الأصحاء في شعبنا أنتم البداية ومن داخلكم تكون البداية والانطلاق. وعلى فعل قوتكم الروحية – المادية وتفعيلها وحدكم تتوقف النهاية.
أنتم الرجاء الذي ما بعده رجاء. فلا تتنازلوا عن إنقاذ أنفسكم وإنقاذ أمتكم ولو كنتم وحيدين. فمن أجل إنقاذ حياة أمتكم التي فيها إنقاذ أنفسكم تصغر التضحيات ومن أجل عزتها التي فيها عزتكم تكبر قيمة الجهاد والفداء.
فبالإنسان – المجتمع تبدأ الحياة الإنسانية، وفي الإنسان – المجتمع تتحقق الحياة الحضارة الإنسانية، وبالإنسان- المجتمع يكون بقاء الحياة الإنسانية في هذا الوجود.