أخيرة
في ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي
} يكتبها الياس عشّي
أذكر جيّداً تلك اللحظات التي دخلنا فيها دهاليز الصمت، عندما سمعنا، أنا وبعض الأصدقاء، أنّ رشيد كرامي قد اغتيل .
لم نقل شيئاً …
أذكر كيف وضع كلٌّ منّا رأسه بين راحتيه، ودمعة حائرة مشتركة تكاد وحدها تكون القصيدة.
لم يكن للكلام أيّ معنى …
اكتفينا بالصمت .
***
مدينة طرابلس، يومها، مرتبكة، راحلة في الفجيعة، ولا تعرف كيف ستودّع رجلاً كان سنديانة تتفيّأ بظلّها، ولا تعرف كيف تخترع لحناً جنائزيّاً لابنها الذي غادر دون أن يلوّح لها بمنديل سفر .
***
أذكر الآن أصوات المآذن وأجراس الكنائس وهي تعبر، مع خيوط الفجر الأولى، إلى السماء .
تُرى هل يمكنني أن أنسى، وحداءُ المؤذنين والأجراس يسكنني كما الريح تسكن قمم الجبال؟
لا أظنّ… فكيف أنسى والمؤامرة مستمرّة…؟