أولى

الخمينيّ مشروع متكامل

– كلّما مرّت سنوات إضافيّة من عمر بناء الجمهورية الإسلامية في إيران يزداد الإعجاب بها وبإنجازاتها من الأصدقاء، وتزداد الحيرة ويزداد القلق من قبل أعدائها، بعدما تشارك الأصدقاء والأعداء بالذهول تجاه إنجاز الثورة على أيدي الإمام الخميني بإمكانات متواضعة، مستنداً على الشعب الأعزل دون سلاح في إسقاط نظام شديد القوة والقدرة.

– صمدت جمهورية الخميني بوجه أعتى الحروب وكل أنواع الحصار ومحاولات والتركيع والتجويع، ومضت في ظل كل التحديات تحقق الأهداف المتتالية، فكانت ظهيراً للمقاومة التي انطلقت في لبنان وفلسطين، ونجحت معها في زعزعة أركان كيان الاحتلال ونقله من مرحلة إلى مرحلة، وصار شعار اليوم إيران وغداً فلسطين شعاراً واقعياً يقترب من أن يبصر النور بإسقاط الكيان كما أسقط نظام الشاه، بعدما بدأ قادة الكيان أنفسهم يتحدثون عن أزمة وجودية تهدد بقاء الكيان، بعدما كان توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين الكيان ونظام السادات في مصر في زمن انتصار الثورة ذاته في إيران، إعلان دخول المنطقة العصر الإسرائيلي، فإذا به يدخل عصر المقاومة.

– نجحت ثورة الإمام ودولته الفتيّة بإطلاق مناخ إقليمي سرعان ما تحول الى مناخ دولي، عكس الاتجاه الذي فرضته واشنطن مع إسقاط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي وإعلان دخول العالم الى العصر الأميركي، فشكل صمود إيران وصعود المقاومة عناصر التهديد التي تكفلت بإفشال حرب أميركا على كل من افغانستان والعراق، وتالياً على سورية، وصولاً للنهوض الروسي من البوابة السورية، ومضت الصين قدماً في الاستثمار على المناخ الجديد بمزيد من خطوات إثبات الحضور والدور، وبدلاً من أن يدخل العالم في العصر الأميركي يعترف الأميركيون بأنه يدخل عصر نهوض آسيا مع الثلاثيّة الإيرانية الروسية الصينية.

– على الصعيد العلمي تقدّمت جمهورية الإمام على كل الصعد وكان الملف النووي أحد عناوين هذا التقدم وربما ليس أبرزها، فشهدت الابتكارات العلمية ومجالات علوم الطب والذرة والفلك على جيل من العملاء الإيرانيين يضعون بلدهم في مصاف البلدان المتقدّمة، ويتصدرون الصفوف الأولى.

– على الصعيد الاقتصاديّ تحول الحصار الى فرصة في جمهورية الخميني، فنهضت القوى الحية في الجمهورية لتحقيق نسباً جديدة تلو الأخرى من الاكتفاء الذاتي في مجالات الصناعة والزراعة، وشهد تصدير الكهرباء والمشتقات النفطية والطحين على حجم الإنجاز الإيراني.

– على الصعيد العسكري بنت جمهورية الإمام جيشاً قادراً وأنشأت حرساً ثورياً قوياً، وطورت انواعاً من السلاح النوعيّ، وصارت في مجالات الفضاء والصواريخ، قوة يحسب لها الحساب بين كبار الكبار.

– في السياسة الخارجية حضور إيراني بارز واعتراف دولي بتفوق تفاوضي يسجله الإيرانيون على أعرق دبلوماسيّات العالم الغربي، ولغة وخطاب قادران على التمايز والبقاء تحت سقف القانون الدوليّ.

– في البناء السياسيّ نجحت الثورة في بناء جمهورية جمعت بين عناصر الاستقرار والتنافس السياسي الداخلي، وتداول سلمي للسلطة، ومساحة للحريات الإعلامية والسياسية، مع التمسك بثوابت شكلت سقفاً للإجماع الداخلي مع مرجعية الإمام.

– ترك الخميني وصيته مشروعاً متكاملاً قبل أن يرحل، وأودع الوصية خليفة وفياً أخلص في التنفيذ وابتكر وطوّر، ورفع مستوى الحضور، هو الإمام الخامنئي، فجاءت ذكرى رحيل الإمام الخميني مناسبة لتحية عظيم الإنجاز.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى