تكريم الخطاط الفنان علي عاصي في بلدة أنصار
نظمت الحركة الثقافيّة في لبنان بالتعاون مع بلدية أنصار احتفالاً تكريمياً للخطاط الفنان علي عاصي برعاية وزير الثقافة القاضي وسام المرتضى ممثلا بالمحامي سليمان علوش، وذلك في قاعة البلدية في البلدة، بحضور شخصيات وفاعليات ثقافية واجتماعية.
والقى علوش كلمة وزير الثقافة وجاء فيها: «هل بقي هنالك من لمسات للفن وأهله وسط هذه الجراحات..؟ هل بقي من بصمة إبداع نخط بها على جبين وطننا المتعب والمرهق والذي بات فريسة للخوف والجوع والمعاناة..؟ هل بقي لنا من محطات للمبدعين والفنانين والرسامين.. ومداعبي الحرف رسما وأدبا ونغمة وموسيقى…؟ تلك هي الأسئلة التي تفرض نفسها علينا في هذه الأيام، وعند كل محطة من هذه المحطات المثقلة بالفن والجمال والثقافة والأدب.. فنحسب أننا نمشي في مسار آخر.. أو يرى الفنان نفسه والوطن على طريق الشاعر: «أسيران للأعداء مرتهنان».. بيد أن الحقيقة التي تأخذ بيدنا صوب الخلاص والتئام الجرح تقول لنا بأن مسار الحلول يبدأ من هنا، وأن الطريق نحو السلام والأمن وانتزاع الخوف ينطلق من هذه الأرض الثقافية والفكرية والأدبية والفنية.. وأن من يأخذ بيد الوطن ليرفعه الى القمة مجدداً هم هؤلاء الذين تشكل الحرف على يديهم لغة تحاكي معاناتنا وآلامنا وآمالنا وتطلعاتنا».
أضاف: «إننا من هنا من هذه الأرض التي نزفت أوجاعاً وآلاماً واعتقالاً.. نشعر بأن نزيف الحرف يتآخى مع نزيف الدماء وأن محبرة الحرية يخطّها يراع واحد، يقاوم حبرا ودما راعفا وفنا راقيا يسمو في الإنسان ويكبر في الآفاق وينزل الى الأعماق لترتوي منه أرض الوعي والمحبة والإبداع فيعود النبض الى القلب وتحلق روح الوطن من جديد.. قال المتنبي:
ونترك الماء لا ينفك من سفر، ما سار في الغيم منه سار في الأدم. وهكذا نحن نغترف ماء الحياة في روايانا وما سار منه في هذا الغيم المسافر سار في روايانا الظمأى الى هذه الحرية التي تورق عطاء سارياً في الأرض التي لا تنتج إلا خصباً وإبداعاً ومقاومين”.
وتابع: «إنني في محضر الإبداع أحيي فيكم هذه اللفتة لتكريم زميل وفنان حمل مشعل الحرف ليضيء في ليلنا الأليل وبقي وفياً لهذه الحرفة التي تحاكي صناعتنا وصياغتنا في هذا الجبل المعطاء جبل عامل المتآخي مع كل جبالنا وهضابنا وأرضنا اللبنانية الغالية التي نشعر بأن كل شبر منها يضج بالحرية حتى وهو يضجّ بالمعاناة ونحسب أن قلبها النابض يحتضن قلوبنا الولهى والتواقة الى الجديد الذي يزيد الأصيل أصالة وأناقة.. فمن هنا.. من هذه البقعة التي ظلت تنضح بالمعاناة حتى تفجرت ينابيع حرية وكانت النموذج الحي لكل التواقين للخلاص من الظلم والاحتلال والقهر والعذاب.. من هنا من على مرمى حجر ومرمى حرف من فلسطين.. فلسطين الأرض والملح ومقلاع الحرية وتراب المقاومة نعلن انتماءنا لهذا الحرف لنطبع مع أهلنا وتراثنا وحقنا المسلوب في زمن التطبيع مع ناهبي الأرض ومغتصبي المقدسات.. لنقول بالكلمة النابضة بالحياة وبالحرف النافر إننا لا نبيع نجيع الحرية بتواقيع الذل ولا نلفظ أصالتنا وطهرنا بعدما لفظت أرضنا أخطر احتلال عرفته المنطقة وعرفه العالم..»
وختم: “فهنيئا للأستاذ المكرم الخطاط علي عاصي ولكل العصاة على التطبيع والاستلاب الحضاري والأدبي والثقافي.. وهنيئا لكل من خط هنا بدمه ويراعه وعنفوانه طريقاً للحرية التي يسمو بها لبنان الفن والحرف كما يرتقي بها لبنان المقاومة ولبنان الرافض لكل أنواع الحصار ومحاولات التخويف والترهيب والتجويع والاستضعاف.. عشتم وعاش الجنوب.. عشتم وعاش الحرف فيكم وفينا سبيلاً للابداع والنجاة والخلاص.. عشتم وعاش لبنان حراً سيداً مستقلاً”.
ثم تسلّم عاصي من علوش وعباس درعا تقديرية.