لا مفر من الوحدة والصراع لمن أراد الحياة بالعز
} يوسف المسمار*
ويبقى الموقف من وحدة حياة الأمة بالرقي والعز معيار الحس القومي الاجتماعي الصحيح، كما يستمر العمل لهذه الوحدة معيار الثورية النهضوية الحقيقية الهادفة.
وعلى ضوء هذه الحقيقة يُمتحن الحس والوعي والصراع في شعبنا، ويمتحن العاملون الصادقون الذين يصارعون في سبيل الحياة الجيّدة والمصير العزيز.
فلا الحديث عن البطولة وسرد ملاحم الأبطال يجعل من المتحدثين أبطالاً، ولا حملة الأفكار الثورية والمطبّلين للثورة والإصلاح يصيرون مصلحين وثوار تغيير للأفضل، ولا الثرثرة والتبجح بإنجازات بطولية ماضية قام بها غيرهم تعفيهم من الالتزام بمنجزات البطولة المتواصلة التي تتطلبها حياة الكرامة والعز.
ولا انتظار جحافل إنقاذ تأتيهم من الخارج تنقذهم من الهوة التي تشدهم الى سحيق السحق.
فالفرق الواضح الدائم بين البطولة والثورة والحديث عن البطولة والثورة هو الفرق نفسه بين الذين يعملون ليحيوا أعزاء والذين لا يعملون ويتساقطون مستسلمين.
وهل يتساوى العاملون والخاملون في معركة التعمير والعز؟
فيا أبناء شعبنا في الوطن وعبر الحدود ما هو موقفكم؟
وماذا تنتظرون؟
ويا أيّها الوحدويون الحقيقيون الواعون، دينيين ومدنيين وغير دينيين وغير مدنيين، أين أنتم؟
إن حضوركم الى ساحة جهاد وحدتكم في هذه اللحظات التاريخية الخطيرة هو المطلب المقدّس ولا تعفيكم من المسؤولية الكبيرة كل الحجج والذرائع والثرثرات.
لقد توجه باعث نهضة أمتنا أنطون سعاده الى جميع بناتها وأبنائها ولم يستثن منهم أحداً، ونبّه من خطورة وخطر تفكك وحدة المجتمع بقوله:
«یقول الضعفاء نحن نخاف العودة إلى سیطرة دینیة، وإنّني أقول بزوال هذه النظرة، نعود إلى الاجتماع والقومیة.
إلا أنّ عوامل ربع قرن من الاحتلال الفرنسي كوّن حالة ذهنیة غریبة، قد كوَّنت في الأذهان شبه ضغط نفساني خفيّ یجب أن یزول أمام تیار القومیة الاجتماعية الصحیحة التي لا تهدف إلاّ إلى الاتّحاد. اتّحاد شعب واحد منذ الأزل».
فاتحادنا جميعاً في وحدة حياة الأمة هو الذي ينقذ مجتمعنا من السقوط والانهيار، ويمنع ويردع أعداءنا من التسلل الفتنوي الى صفوفنا بإثارة الأحقاد بين ديني ومدني، وبين الطائفة والطائفة، وبين المذهب والمذهب وبين الأسرة والأسرة، وبين الأخ وأخيه ليجعلنا فريسة لمطامعه.
إن التفرج على حركات نهضات الشعوب الثائرة من أجل الكرامة والحياة الفضلى، والتغني بمنجزات الامم الناهضة، والعيش على مخدرات التفرج والتغني والسرديات هي كوارث تصغر أمامها كل الكوارث، ولا ينقذنا من عارها إلا «اعتماد البطولة الواعية المؤيدة بصحة العقيدة» التي توقظ ولا تخدر، وتهدي ولا تضلل، ولا تقبل بأقل من انتصار وحدة حياة أمتنا انطلاقاً وجهاداً الى مراق القوة والفلاح.