وقاحة وكالة دوليّة
لم يكن خضوع وتبعية وكالات الأمم المتحدة للسياسات الأميركية موضوعاً للنقاش، كي يحتاج الى دليل، وفي سجل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكثير من المواقف والوقفات التي تؤكد شمولها بهذه التبعية.
ما جرى أخيراً تجاوز كل حدود الحديث عن التبعية إلى حد الوقاحة، فمدير الوكالة يقوم بزيارة لكيان الاحتلال الذي يشكل المتمرد الأول عالمياً على كل مبررات وجود الوكالة، وفي طليعتها نزع الأسلحة النووية وضبط المشاريع السلمية للطاقة النووية، والكيان من أكبر مالكي السلاح النووي، وفي طليعة رافضي الانضمام إلى ميثاق الوكالة وتوقيع اتفاق منع انتشار السلاح النووي. والزيارة ليست لمناقشة الملف النووي للكيان، او تسجيل الاحتجاج على مواقفه الخارجة عن القانون الدولي، او المطالبة بالتفتيش على منشآته النووية.
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور كيان الاحتلال المتمرد على قوانين الوكالة ليناقش الملف النووي الإيراني العائد لدولة على عداء كامل مع الكيان، وهي دولة ملتزمة بمواثيق الوكالة وعلى اتصال معها وبينهما مراسلات ومراجعات تتصل بآليات متابعة الملف النووي الإيراني، ولا يخجل مدير الوكالة من وضع قادة الكيان بصورة الملف الإيراني، وتنصيبهم شريكاً في القرار حوله، وسماع طلباتهم، واعتماد تقاريرهم الاستخبارية في إعداد مطالعته حول الملف الإيراني.
يحدث ذلك عشية اجتماع مجلس حكام الوكالة لمناقشة الملف النووي الإيراني، والمصيبة أن أحداً لم يخرج ليقول بأن ما يجري فضيحة، خصوصاً من الحكومات العربية التي تتحدّث صبح مساء عن الملف النووي الإيراني وتصمت صمت القبور تجاه خطر ملف السلاح النووي الإسرائيلي.