إيران: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستند إلى وثائق مزيفة ويعكس تماشياً مع أميركا و«إسرائيل”
لفت المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، أمس، إلى أنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير لم يأخذ بعين الاعتبار التعامل البنّاء والتعاون الطوعي لإيران معها، لتأمين الأرضية اللازمة لوصول المفتشين الدوليين إلى الأماكن المذكورة في التقرير.
وجاء الموقف الإيراني إثر تصريحات لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، الذي زار الأراضي المحتلة مؤخراً، اعتبر فيها أنّ رد إيران على التقارير “الإسرائيلية” بشأن وجود ذرات نووية في المواقع الإيرانية المذكورة “غير ناجح”.
وأضاف كمالوندي، في حديث إلى وكالة “ارنا”، أنّ تقرير الوكالة يستند إلى معلومات “غير موثوقة ومزيفة” قدمتها “إسرائيل”، مشدّداً على أنّ اعتماد الوكالة على “وثائق غير واقعية سيؤدّي إلى تقييمات غير عادلة وغير معتبرة”.
ورأى كمالوندي أنّ “مستوى تعاون إيران مع الوكالة الدولية يدل على حسن نيتها وشفافيتها”، مشيراً إلى وجود شكوك في تقرير الوكالة الأخير.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أنّ بلاده “غير ملزمة بتقديم أجوبة عن مزاعم غير موثوقة”، مؤكداً أنّ هذه “المعلومات غير الصحيحة لا يمكن أن تكون برهاناً ووثيقة قانونية للضغط على الدول واتهامها”.
وحذّر كمالوندي من أنّ “تماشي الوكالة الدولية مع المزاعم الصهيونية والاتهامات الموجهة ضد برنامج إيران النووي السلمي، ومطالب الكيان الصهيوني وأميركا بفتح ملف الأبعاد العسكرية المحتملة للملف النووي مجدداً، يعكس ضعف الوكالة وخضوعها لضغوط سياسية لأهداف غير قانونية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الإثنين الماضي، إنّ “إيران ستنتظر اجتماع مجلس المحافظين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإبداء موقفها”، معتبراً أنّ “تقرير الوكالة الدولية الأخير سينعكس سلباً على العلاقات الثنائية”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ الإجراء الأخير للولايات المتحدة الأميركية والترويكا الأوروبية، وزعْم وجود آثار مادة اليورانيوم التي عُثر عليها في 3 مواقع غير معلن عنها في إيران، سيجعلان عملية التفاوض “أكثر صعوبة وتعقيداً”، محملاً متبنّي القرار “المعادي لإيران” في مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية “المسؤولية عن كل تداعيات تهديداتهم”.
ومنذ أيام، حذّرت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اتخاذ مواقف وإجراءات من شأنها أن “تؤدي إلى انحراف التعاون في الملف النووي عن مساره الصحيح”.
بدوره، هدد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، الاحتلال “الإسرائيلي” بالقول إنّ قواته ستسوّي “تل أبيب” وحيفا بالأرض في حال ارتكاب أي “حماقة”.
ولفت حيدري، في كلمة خلال مراسم عسكرية، إلى أنّ “الكيان الغاصب والصهيوني قد احتل أراضي المسلمين وستعود هذه الأراضي إلى حضن الإسلام في أقل من 25 عاماً”، مضيفاً أنّ “الإنجازات العسكرية والدفاعية للجيش الإيراني شوكة في عيون الأعداء، وجميع وحدات الجيش جهزت بالإنجازات والمعدات الدقيقة وبعيدة المدى والذكية”.
وأكد القائد الإيراني أنّ مدى الطائرات المسيرة والصواريخ العملياتية للجيش قد “ازداد”، مشيراً إلى “مدينة الطائرات المسيرة التابعة للجيش.
وأضاف أن امتلاك القوات الإيرانية كماً هائلاً من التجهيزات العسكرية، هو للرد على أي خطوة حمقاء من جانب العدو”.
من جهة أخرى، قال رئيس حكومة العدو نفتالي بينيت إنّ “إسرائيل” غيرت استراتيجيتها إزاء ايران خلال العام الماضي، ورفعت مستوى الاستعداد حيالها.
ونقلت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن بينيت قوله إنه “في السنوات الماضية، اجتازت إيران سلسلة خطوط حمر، وفي مقدمتها في نيسان/أبريل السنة الماضية، قبل نحو شهرين من تشكيل الحكومة، عندما تخطت خط تخصيب اليورانيوم بمستوى 60 في المئة من دون أي رد”.
وأكمل: “إسرائيل لا تستطيع التسليم ولن تسلّم بوضع كهذا”.
وذكّر بينيت بلقائه مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلاً: “أوضحت موقف إسرائيل، وهو أننا نحتفظ بحرية العمل دائماً ضد البرنامج النووي الإيراني كلما تطلب الأمر ذلك مع اتفاق أو من دونه. نحن لا نقول ذلك فقط، بل ننفذه أيضاً”.
وتابع: “نحن نتوقع أن يضع مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيراً واضحاً أمام طهران، وأن يوضح لها أنّها إذا واصلت سياسة التحدي التي تتبعها في المجال النووي، فإنّها ستدفع ثمناً باهظاً لقاء ذلك”.