تصوّروا حال لبنان اليوم لولا المقاومة وصواريخها الدقيقة
حسن حردان
تحضر هذه الأيام وبقوة قيمة وجود المقاومة وسلاحها النوعي لمواجهة سعي العدو الصهيوني لسرقة جزء هام من ثروات لبنان النفطية والغازية في المياه الإقليمية اللبنانية المحاذية للحدود البحرية مع فلسطين المحتلة.
فلولا وجود المقاومة وصواريخها الدقيقة، لما كان كيان العدو دخل في مفاوضات غير مباشرة مع لبنان، ولما جاء ما سُمّي بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين «الإسرائيلي» الانتماء… للضغط على لبنان كي يقبل باتفاق ترسيم للحدود البحرية على مقاس الأطماع الصهيونيّة…
ولولا وجود المقاومة، لكان كيان الاحتلال استولى على الجزء الأكبر من ثروات لبنان النفطية والغازية في البحر، واستمرّ في سرقة مياهه في الجنوب من دون أن يردعه أحد في العالم.
لكن لأن هناك مقاومة هزمت العدو مرتين في عام 2000 وعام 2006 وأذلّت جيشه الأسطوري، وباتت هذه المقاومة تملك المزيد من قدرات الردع، أصبح العدو يحسب لها ألف حساب، ولم يعد يجرؤ على ممارسة عربدته وعدوانيته ضدّ لبنان، لأنه يعرف انّ ردّ المقاومة لن يتأخر لتدفيعه ثمن ذلك، كما حصل في بعض الأحيان.
ولأنّ العدو يدرك جيداً أنه يواجه مقاومة على رأسها قيادة ثورية تملك الجرأة والشجاعة على التصدّي لأيّ عدوان يقدم عليه، فإنه لجأ إلى استنفار قواته البحرية لحماية منصة استخراج النفط في حقل كاريش، من احتمال تعرّضها للقصف بصواريخ المقاومة.. لكن العدو الذي فشل في منع صواريخ المقاومة في غزة من التساقط على تل أبيب والقدس المحتلة، رغم ما يمتلكه من قبة حديدية وقدرات متطورة، يدرك أنه لا يمكنه صدّ صواريخ المقاومة الدقيقة ومنعها من ضرب منصة النفط التي أقامها في منطقة حقل كاريش..
من هنا فإنّ العدو، من خلال خطوته العملية باستقدام السفينة اليونانية لاستخراج النفط والغاز يحاول، عبر الأميركي، الضغط لفرض شروط الترسيم، لكن لبنان الرسمي قادر على رفض هذه الشروط والتمسك بحقوقه مستنداً إلى قوة المقاومة الردعية الحاضرة دائماً لمواجهة أيّ انتهاك او عدوان صهيوني على السيادة والثروات اللبنانية..
والعدو الصهيوني ومن ورائه الأميركي في عجلة من أمره لاستخراج الغاز والنفط من حقل كاريش لتصديره الى السوق الأوروبية التي تعاني من نقص في الطاقة نتيجة الحظر الذي فرضته الدول الأوروبية على استيراد النفط والغاز من روسيا. ولبنان القوي بمعادلته الذهبية جيش وشعب ومقاومة، يستطيع منع كيان العدو من ذلك طالما لم يتمّ التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود يضمن حصول لبنان على حقوقه ورفع الفيتو الأميركي الذي يمنع شركة توتال من المباشرة بأعمال التنقيب واستخراج ثروة لبنان النفطية والغازية.. لهذا فإنّ حكومة العدو بحاجة سريعة للتوصل إلى اتفاق.. والمهمّ أن يعرف المسؤولون اللبنانيون كيف يوظفون قوة المقاومة، التي ترعب العدو، لانتزاع كامل حقوق لبنان والبدء عملياً في استغلال الكنز الموجود في البحر لحلّ أزمات لبنان وتحقيق التنمية..
انّ لبنان يستطيع ان يفرض معادلة، لا يمكن للعدو المباشرة باستخراج النفط والغاز من كاريش قبل أن يحصل لبنان على حقوقه كاملة..
والذين يخافون من أن يؤدّي ذلك إلى اندلاع حرب، نقول لهم انّ العدو، الذي لا يفهم إلا لغة القوة، يخاف الإقدام على شنّ الحرب ضدّ لبنان لأنه لا يضمن تحقيق النصر فيها في مواجهة المقاومة، وهو يخاف أن تلحق به هزيمة جديدة تهدّد وجود كيانه الاحتلالي..
واليوم أدرك الجميع أهمية وقيمة وجود المقاومة وامتلاكها أسلحة كاسرة للتوازن، لا سيما الصواريخ الدقيقة، للدفاع عن السيادة الوطنية وحماية ثروات لبنان من السرقة الإسرائيلية.