لماذا الجيش…؟
} العميد طلال اللادقي*
الجرأة في الاعتداءات على الجيش اللبناني لم تعد مقبولة، وآخرها مهزلة حي الشراونة في بعلبك حيث استشهد جندي وجرح خمسة آخرون خلال عملية دهم لعصابات ترويج المخدرات وتعاطيها داخل وخارج الحي الخاضع لسلطة الخارجين على القانون والمطلوبين بعشرات مذكرات التوقيف، وبينهم رموز يُطلق عليهم «الأبوات» لإخفاء أسمائهم الحقيقية كـ أبو طاقية وأبو شملة وأبو سلة وأبو الرعب وأبو لهب وغيرهم!
وهل يُعقل ان تدور بين عناصر الجيش والمطلوبين اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والـ «آر بي جي» والأسلحة المتوسطة… ويضطر الجيش للاستعانة بمروحية لتحديد أماكن المطلوبين المتحصّنين في القسم الشمالي من الحي الذي يحتلّ رقعة من مدينة بعلبك السياحية والتاريخية، والذين أمطروا دورية المداهمة بزخات كثيفة من الرصاص ما مكّن بعضهم من الخروج من الحي وما زال الجيش يطاردهم…
وبالأمس غير البعيد سقط للجيش عدد من الشهداء والمواطنين لحظة مداهمة الجيش لمستودع خفي لبيع المحروقات في الشمال. وقبلها وبعدها كمائن للمجرمين والمهرّبين أودت بالعديد من شهداء الجيش غيلة وغدراً!
ولا ننسى اكتشاف مقبرة في عرسال كان فيها رفات لثمانية جنود خطفتهم داعش…
ولو أردنا استعراض المواقع التي سقط فيها للجيش شهداء على مساحة لبنان لضاق بنا المجال، ويؤلمنا جداً ان يلقى الجيش اللبناني ضباطاً وأفراداً مثل هذا الجحود، والتنكّر للمؤسسة العسكرية الحاضنة لشباب لبنان من كلّ مناطقه والتي سقط منها في داخل لبنان اضعاف ما سقط لها على حدود الوطن.
ونحن نعلم وكما يعلم الآخرون، انّ مثل هذه الغرائب والعجائب هي التي هوت باللبنانيين الى قاع جهنّم، وهي نتيجة طبيعية لوطن طائفي توزعت مغانمه على طوائفه، ولكن أُبقي على المؤسّسة العسكرية خارج توزيع المغانم والحصص للمحافظة على رمزيتها وفرادتها، وهو ما نخشى عليه فعلاً.