طهران: قررنا وقف بعض أوجه التعاون «غير الملزم» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، إنّ “الدول الغربية تعلم جيداً أن لا مكان للقنبلة النووية في عقيدتنا الإسلامية”، مضيفاً “أنها تدرك أننا لا نبحث عن صناعتها، لكنها مع ذلك تواصل الضغط علينا”.
ولفت أمير عبد اللهيان، خلال زيارته إلى الهند، إلى أنّه “رغم كل الضغوط التي تمارس علينا، لم نتراجع عن مبادئنا وأصولنا الإسلامية”، مشدّداً على أن “في المفاوضات الخاصة يطالبوننا بالكف عن دعم فلسطين لخفض ضغوطهم علينا”.
وتابع، خلال اجتماعه بعدد من رجال الدين: “خلال مفاوضات سابقة، كانوا يطالبوننا بالاعتراف بإسرائيل ليعلنوا أن الولايات المتحدة ليس لها أي مشكلة مع إيران”.
وأردف قائلاً: “لكننا نعتقد أن دعم الشعب الفلسطيني وتحرير القدس، واجب علينا”.
ومنذ أيام، أكّد وزير الخارجية الإيراني أنّ بلاده “لن تتراجع عن حقوقها في المفاوضات النووية”، مؤكداً أنها “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية”.
في هذه الأثناء، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أنّه “ليس لدى إيران أي أنشطة نووية سرية وغير مكتوبة”، مضيفاً أنه “ليس لديها أي موقع نووي غير مبلّغ عنه”.
وأوضح إسلامي، في كلمة له على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أنّ “الوثائق التي اعتمدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثائق كاذبة”، لافتاً إلى أنّ “الإجراء الأخير لأميركا والترويكا الأوروبي هو حركة سياسية لمواصلة سياسة الضغط الأقصى مدعومة فكرياً واستراتيجياً من الكيان الصهيوني”.
وأشار إلى أنّ “إيران وافقت على الاتفاق النووي لإنهاء هذه الاتهامات ولبناء الثقة مع الطرف الآخر”، معتبراً أن “الطرف الآخر لم يلتزم بالاتفاق”.
وتابع أن “إيران بدورها رفضت القيود على برنامجها النووي”، مشيراً إلى أنّ “القرار الذي تحاول الأطراف الأخرى استصداره يعيدنا إلى الخط الأول لتكرار القصة نفسها”.
وذكّر إسلامي بأنّ “الكيان الصهيوني يهدد إيران بالعمليات الإرهابية والتخريبية ويرهن إيقافها بوقف العملية الدبلوماسي للملف النووي الإيراني وكأننا في غابة”، موضحاً أنّ بلاده “ملتزمة بالعمل ضمن إطار الضمانات التي تنص عليها الوكالة من دون زيادة أو نقصان”.
وأكمل أنّ “الاتفاق النووي كان مبنياً على حسن النوايا الإيرانية، لكننا سنوقف العمل بما تبقى بحسن نيتنا”.
وأوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنّ “البرنامج النووي الإيراني يلتزم بقانون الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات الذي نصّه مجلس الشورى وباتفاقات الضمانات”.
بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إنّ “سلوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يتناسب للأسف والتعاون الإيراني”.
ولفت كمالوندي إلى تحرك أميركا والترويكا الأوروبية الأخير لاستصدار قرار ضد إيران، موضحاً أن بلاده قررت الرد “بإيقاف جزء من التعاون غير الملزم لإيران والذي كان مبنياً على حسن النوايا الإيرانية مثل تسجيل بعض الأنشطة، كاميرات المراقبة التابعة للوكالة و شبكة جهاز قياس مستوى التخصيب وجهاز فلومتر (قياس التدفق) وغيره”.
وتابع أنّ إيران “لم تكن تزود الوكالة بهذه المعلومات وفق قانون “الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات” والذي نصّه مجلس الشورى”، مشيراً إلى أنه “اليوم قررنا أن نلغي تسجيل هذه المعلومات”.
وأعرب كمالوندي عن أمله في “أن تغير الأطراف الأخرى سلوكها وسياساتها، فلا يمكن لهم أن يتوقعوا تعاوناً من إيران قبالة سوء نواياهم”.