قائد الجيش تفقد فرع مخابرات البقاع وعزّى بشمص: سنُلاحق تجار المخدرات مهما كانت التضحيات
تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون، أمس، فرع مخابرات منطقة البقاع في أبلح حيث التقى الضباط والعسكريين وهنأهم على الإنجازات التي يقومون بها خصوصاً ملاحقة تجار المخدرات، مؤكداً أن «الدماء التي سقطت في آخر مهمّة لن تذهب هدراً» وقال «التضحية قدر وليست خياراً»، معتبراً أن «آفة المخدرات هي أخطر من الإرهاب لا بل إنها تغذي الإرهاب وتضرب المجتمع»، مشيراً إلى أن «مهمّة مكافحة المخدرات ليست أساساً مهمّة الجيش، ولكن لا يُمكن أن نسمح بأن يغزو هذا السمّ عائلاتنا وشبابنا ومجتمعنا. أصبحت هذه المهمّة أولويتنا، انطلاقاً من إيماننا بوطننا وحرصنا على شعبنا».
ونوّه “بالمهنية والحرفية العالية التي يتحلّى بها العسكريون أثناء تنفيذ مهماتهم، خصوصاً المهمة الأخيرة لتوقيف المطلوب علي منذر زعيتر في بعلبك والتي استُشهد خلالها الرقيب زين العابدين شمص وجرح خمسة عسكريين آخرين، وقد عملوا على ألاّ يُصاب أي من النساء والأطفال الذين احتمى خلفهم المطلوبون، فغدر بهم وسالت دماؤهم فداء للوطن”.
أضاف “اتهامنا بالتعدّي على النساء والأطفال هو دليل إفلاس وضعف”، مطالباً “جميع القادة السياسيين والدينيين بتحمّل المسؤولية والقيام بواجباتهم تجاه أهل المنطقة وتحصينها من انتشار آفة المخدرات”. وتابع “حربنا ضد المخدرات مستمرّة ولن تتوقف، وهذا وعد لكل الأهالي الذين فقدوا أبناءهم، إننا سنلاحق تجار المخدرات والمروجين ولن نتركهم. ولكل المصطادين في الماء العكر، لسنا ضدّ أي عائلة أو عشيرة، إنما ضدّ كل الخارجين على القانون والمُخلّين بالأمن والاستقرار. دعوتهم سابقاً وأكرّر الدعوة لهم بتسليم أنفسهم لمعالجة ملفاتهم وإلاّ فليتحمّلوا تبعات قرارهم”.
وإذ شدّد عون على أن” توقيت تنفيذ أي مهمّة أو عملية أمنية مرتبط بدواع أمنية مبنيّة على معلومات وتحليلات، وليس وفقاً لأي أجندة”، أكد “أن الجيش لا ينتظر أي غطاء لتنفيذ مهماته، إنمّا يقوم بها انطلاقاً من قسمه. حزب الجيش الوحيد هو لبنان وطائفته هي البزّة العسكرية”.
ثم انتقل عون إلى بلدة بوداي لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد الرقيب زين العابدين شمص، بحضور عضو المجلس العسكري اللواء الركن مالك شمص. وأكد عون للعائلة أن “دماء الشهيد لن تذهب هدراً، وهي وسام على صدر المؤسسة العسكرية”، مشدداً على أن “الجيش ماضٍ في ملاحقة تجار المخدرات مهما كانت التضحيات”.
ومن بوداي انتقل عون إلى قيادة اللواء السادس في بعلبك، حيث التقى الضباط والعسكريين وأكد أمامهم أن “الأمن خطّ أحمر، والجيش لن يسمح بالمسّ به”. وإذ شدّد على أن “الجيش ليس على عداوة مع أي عشيرة أو عائلة أو بلدة، إنما واجبه توقيف الخارجين عن القانون”، لفت إلى أن “أهالي البقاع سئموا التفلّت الأمني، ويعتمدون على الجيش لوضع حدّ له، لذا فإن هذه المنطقة تستحق التضحية لأجلها، خصوصاً أننا على أبواب موسم سياحي واعد”.
وختم متوجهاً إلى العسكريين قائلاً “أفتخر بأنني قائد لأبطال أمثالكم”.