جائزة أفضل صوت أوبراليّ في برشلونة للسوبرانو السوريّة أسيل مسعود
حازت السوبرانو السوريّة المغتربة أسيل مسعود جائزة أفضل صوت في برنامج تدريبيّ متخصّص في مدينة برشلونة في إسبانيا من بين ثمانية مغنّين تمّ اختيارهم وفق معايير أكاديمية عالية.
أسيل التي تدرس حالياً في المعهد العالي للموسيقى في برشلونة بعد تجاوزها مرحلة تجربة الأداء حصلت على منحة تدريبية مكثفة في صفوف متقدمة بـ (كمال الغناء البلكانتو) مع التينور العالمي خوسيه بروس من خلال تنظيم مشروع جديد اسمه (أوبرا استوديو) في منظمة (آبر أوبرا).
وتضمن البرنامج التدريبي ورشات عمل متخصصة بتمثيل المسرح الأوبرالي وتقنيات غناء البلكانتو وحفلاً ختامياً أدت فيه أسيل مقطوعة روميو وجولييت من أوبرا بليني لتتفوّق على جميع الأصوات المميزة والأكاديمية بعد تقييم أداء المشاركين بناء على آراء الجمهور ولجنة التحكيم والقائمين على منظمة (آبر أوبرا).
وفي حديث لوكالة سانا عبرت أسيل عن سعادتها بفوزها وتمثيلها بلدها سورية، موضحة أنه بمنحها هذه الجائزة حصلت على بطولة (أوبرا) في حفل مقرّر أن يقام على مسرح الأوبرا في برشلونة في منتصف الشهر المقبل، حيث ستقدم مقطوعة (آنا بولينا).
وتسعى أسيل دائماً إلى نقل تجاربها وخبراتها إلى سورية عبر زياراتها المتكررة وإقامة حفلات فيها إضافة إلى نشر الموسيقى السورية في إسبانيا، حيث أسست مع زوجها عازف الغيتار أحمد دياب فرقة (أثروديل) هدفها دمج موسيقى الفلامينغو بالمقامات الشرقيّة، مبيّنة أن الشعب الإسبانيّ متفاعل مع الموسيقى الشرقيّة وهو حريص على الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الفن والموسيقى.
وعن خططها المستقبليّة بيّنت أنه يتم الآن التحضير لحفل أروما في مسرح المعهد العالي للموسيقى ببرشلونة، وهو حفل (فلامينغو بلمسة سورية) بمشاركة محترفين للفلامينغو إضافة إلى التحضير لمشروع آخر مع مجموعة من الفنانين السوريين المختصين بالفنون البصريّة وعلوم الإدارة وهو طور التحضير.
بدوره أوضح دياب أن فرقة أثروديل أسست عام 2018 وتضمّ 15 موسيقياً ثمانية منهم سوريون وسبعة إسبان هم من أساتذة وطلاب المعهد العالي للموسيقى.
وأشار إلى أنهم اختاروا اسم (أثروديل) لفرقتهم من اللغة السريانية السورية والتي تعني (موطني) بهدف تكريس صوت الموسيقى والفن السوري في إسبانيا بمواجهة صورة الحرب التي كانت تتصدّر الشاشات الغربية إضافة إلى المساهمة بتقديم نموذج جميل عن الشباب السوري الذي يتميّز بطاقات ومواهب رائعة وتقديم مزيج من التبادل الثقافيّ من خلال الموسيقى.
ولفت إلى أن فرقة (أثروديل) مشروع فني منفتح على جميع أنواع الموسيقى مع الحرص على تقديم مزيج من الفلامينغو والموسيقى الكلاسيكية والسورية. فالفرقة تقدم أغاني سورية إضافة لإعادة توزيع العديد من الأغاني الكلاسيكية في قالب أقرب للأذن الغربية.
وختم دياب حديثه: إن الفن رسالة سلام وإنسانية وهو وزوجته أسيل في سعي مستمرّ لتقديم صورة واقعيّة عن جمال سورية وانفتاحها على مختلف الفنون، بعيداً عن الحروب مؤكداً أهمية إظهار التراث السوري الغني للعالم ليخاطب من خلاله رقيّ الحضارة السورية.
يُذكر أن أسيل مسعود من مواليد 1990 متخرّجة في الطب البشري من جامعة القلمون حاصلة على ماجستير للعلاج بالموسيقى من برشلونة ومغنية سوبرانو وطالبة في المعهد العالي للموسيقى في برشلونة، أما أحمد دياب فهو من مواليد 1986 ومتخرج كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة القلمون وحاصل على ماجستير إعلام وإدارة في الجامعة الأوروبية في برشلونة وماجستير غيتار فلامنغو في المعهد العالي للموسيقى.. ولهما مشاريع عدة مع فرقتهم أثروديل منها مشروع (الحب في سورية) الذي قدم في إسبانيا ومشروع (سلام من الأندلس) وهو فلامينغو بطابع شرقيّ تمّ تقديمه على مسرح الأوبرا في دمشق والمسرح الرومانيّ في القلمون إضافة إلى مبادرة خاصة وهي (مسرح شباك بيتنا) خلال جائحة كورونا، حيث استثمرا الموسيقى للتواصل الاجتماعيّ وبناء العلاقات مع المجتمع في إسبانيا.