المرتضى يرعى حفل التخرّج السنويّ لطلاب مدرسة البرج الدوليّة: القيم عشناها كرامة وطنيّة واندفاعاّ في سبيل الحق وانتصاراً ودفاعاً عن الوطن ضد المعتدين
أقيم حفل التخرّج السنوي لطلاب الشهادة الثانوية لمدرسة البرج الدولية في فندق «الكورال بيتش»، برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى وحضور مدير المدرسة الأستاذ مفيد الخليل، أعضاء الهيئة التعليميّة وحشد من الفاعليات التربوية والعلمية والثقافية والجامعية والمعرفية وأهالي المتخرجين.
وتمّ تكريم كل من رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، رئيس الجامعة الإسلامية البروفسور حسن اللقيس، جمعيّة التخصص والتوجيه العلمي بشخص رئيسها أحمد علي أسماعيل ورئيس قسم التخدير في مستشفى الساحل الراحل الدكتور نزيه نحلة.
وألقى المرتضى كلمة قال فيها: «لا تحسبوا أن التعلم ينتهي باحتفال تخرّج أو بشهادة تعلَّق على حائط، إنها مسيرة عمرٍ لكل منكم، فأرجو أن تكونوا مستعدّين لها، وعاملين من أجلها لتحققوا ذواتكم في عمق المعرفة».
وقال الوزير المرتضى: «نحن هنا في رحاب صرّحٍ من صروح العلم والأدب نستظل أفياء مناسبة من الفرح الخالص، هي تخرّج دُفعةٍ من طلاب العلم الذين أنهوا في مسيرة المعرفةِ مرحلةً وتهيّأوا استعدادًا لأخرى، مثابرين على سلوك طريق التميّز والتفوق، جاعلين نصْبَ عيونهم الحديث الشريف: «لا يزالُ المرءُ عالمًا ما طلب العلم فإنْ ظنَّ أنَّه علِمَ فقد جهِل».
وتابع: «أما الغوص في العلم، فإنه على التعب الذي يُكابَدُ فيه، مفروش بأجنحة الملائكة، تيمنًا بالحديث الشريف: «إنَّ الملائكة لتفرشُ أجنحتها لطالب العلم». وهنا أوجّه للمتخرجين نصيحةً قلبية: إن الحياة بذاتها مدرسة يظل فيها الإنسان مهما أوتي من العلم محتاجًا إلى أكثر. فلا تحسبوا أن التعلم ينتهي بحفلة تخرّج أو بشهادة تعلَّقُ على حائط، إنها مسيرةُ عمرٍ لكلِّ واحدٍ منكم فأرجو أن تكونوا مستعدين لها، وعاملين من أجلِها لتحققوا ذواتِكم في عمق المعرفة».
وأردف: «أما القيم، فلقد نشأنا عليها إيمانًا قويمًا، وتلقفناها أخلاقًا يومية نمارسُها في مجتمعاتِنا الصغيرة وفي وطننا الكبير، وعشناها كرامةً وطنيةً لا يُمكن المسُّ بها، واندفاعًا في سبيل الحق لا يعرف المهادَنة، وانتصارًا تلو انتصارٍ مكَّنَ لنا بين الشعوبِ والأمم أن نتباهى عليهم، ودفاعًا دائمًا عن الوطن وناسه وسيادتِه وحدوده وثرواته ضدَّ جميع المعتدين. هكذا أيها الخريجون بالعلم والقيم تثبتون أن بناءَ الوطن محتاجٌ إلى عقولٍ عامرة بالمعرفة، وقلوبٍ زاخرةٍ بالإيمان، وزنودٍ شاهرةٍ سيوفَ البطولة المؤيَّدَة بالحق».
ونوّه بالتكريم الذي تخلل الاحتفال، قائلاً: «يسرُّني ويسعدني أن ينعقد هذا الاحتفال أيضًا لتكريم ثلةٍ من أهلِ العلم والريادة ممَّن كان لهم، ولا يزال، الأثر العظيم والخلَّاق والمبدع في مسيرة عطاءاتهم الفكرية والاجتماعية».
وتوجه الى الخريجين بالقول: «الآن تفتحون فصلًا جديدًا من كتاب الحياة وتعبرون الجسر إلى المستقبل الذي ستصنعونه إن شاء الله بعد أن عجزت أجيالٌ كثيرةٌ عن صنعه. الخيباتُ التي اكتنفتنا ستنتهي على أيديكم، عندما تمنحونَ الأملَ فرصةَ العمل (..) كونوا الطليعة الواعية، كونوا صنَّاع الغد، صنَّاع المستقبل، صنَّاع هذا الوطن الذي نريده على صورتكم ونأمل له القيامة على أيديكم المزينة بالعلم والثقافة والمعرفة، التي وشمَها فيكم إداريو ثانويتكم الرائدة ثانوية البرج الدولية وأساتذتها المضحون من أجل بناء النفوس، الذين يعيشون في هذا الزمن أسوأ واقعٍ اقتصادي وصحيٍّ من غير أن يغادروا ميادين التضحيات والعطاء وخدمة التربية وخدمتكم».
وختم: «كل الشكر والتقدير لأصحاب الدَعوة، للمكرَّمين الكبار من طاقات لبنان الكبيرة التي نسأل الله أن يهبها القدرة على الاستمرار في ساحات عطائها وجهادها ونضالها وكفاحِها. التهنئة للخريجين ومعلميهم وأهلهم. عشتم، عاشت التربية والثقافة والعلم عاش لبنان».