أمة الغموس
حتى بـ 300 أو بـ 200 صاروخ في اليوم، سيبقى هؤلاء المحتلين مختبئين في الملاجئ كالفئران، وعلينا ان نبقيهم هناك إلى ما لا نهاية، فــلا يكــون خروجـهم بعد ذلك إلّا الى مطار بن غوريون كي يستعملوا جواز السفر الثاني ولا يعودوا أبداً.
نحن أمة يجلس فيها عشرة من أفراد أسرة واحدة حول طبق واحد من الفول، ويغمّسون بالخبز الفول حتى يشبعوا، وحينما يفرغون من تناول الفول بالخبز، يقفون ويقولون، الحمدلله على نعمه إنّا كنا من الشاكرين، وينطلقون راضين قانعين بما أعطاهم الله، نحن أمة الغموس، بينما هؤلاء المكتنزون المتكدّسون الذاتيون الأنانيون لا تكفيهم كلّ خيرات وخزائن الأرض، لن يتحمّلوا أن يبقوا في الملاجئ، لن يتحمّلوا أن تتوقف مصانعهم لشهور وشهور، يجب أن يكون ديدننا ان نبقيهم في الملاجئ، خائفين مذعورين، وأن نبقي اقتصادهم مشلولاً حتى يغادروا بلاداً اغتصبوها عنوة وبالجبر.
يجب أن نحطم أحلامهم المريضة، ونكوي وعيهم الضال، ولن يتأتّى ذلك إلّا، ومهما كانت التضحيات، بإبقائهم تحت وطأة الخطر والخوف معهم كظلّهم لا يفارقهم، ساعتئذٍ سيتساءلون، أين هي أرض المنّ والسلوى والسلام التي وعدتمونا بها أيها الكذابون، وسيبدأون بالمقارنة بين حالة الرعب والخوف والشلل الاقتصادي التي تلفّ حياتهم، وبين الحياة الراغدة الآمنة التي كانوا يعيشونها في أوروبا وأميركا، وسيلعنون اليوم الذي جعلهم يصدّقون أكاذيب قياداتهم الصهيونية، ولن يتأتّى ذلك إلّا بالإبقاء على حالة الحرب، وتساقط الصواريخ، وانتظار ثمرة الشرّ أن تسقط…