آدم شيف… يقظة ضمير
السناتور الديموقراطي آدم شيف عن ولاية ماساشوستس، لديه موقف آخر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو يتبنّى موقفاً واضحاً وصريحاً وبلا أدنى حدّ من التحفظات، ولا ينسجم بحالٍ مع موقف رئيسه المخاتل، قاطن البيت الأبيض، والذي يرى أن لا بأس بانحناءة صغيرة وقليل من المراوغة في سبيل المصالح الأميركية، ولكن شيف يرى انّ ابن سلمان يجب أن يعاقب كمجرم قاتل يقف بالكلية خلف قتل وتقطيع وإذابة جمال خاشقجي، ويبدو انه كان وراء تسمية الشارع الذي تقع فيه سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن دي سي بإسم خاشقجي قبل زيارة بايدن إلى “مملكة الخير”…
السؤال الذي يطرح نفسه فلسفياً في بعض الأروقة هنا هو أنه إذا كنا سنتذرّع دائماً، وحينما تتعارض القيم الأميركية بين قوسين مع المصلحة الوطنية سنقوم بتغليب النهج المصلحي على حساب النهج القيَمي، فماذا سيتبقى لنا من قيَمنا التي نتبجّح بها أمام العالم؟ وما ضير أولئك من أعداء أميركا الذين يدّعون بأنّ أميركا هي دولة بلا أخلاق؟
وتتواصل المناظرة، ويستمرّ الجدل، تماماً ككلّ القضايا الأخرى التي تنبري الإنتلجنسيا والنخبة لتأجيجها من وقت إلى آخر بلا طائل، ولكن الغلبة دائماً ما تكون للمراكمة Capitalization وهي الأصل لـ Capitalism، وهي في نظري نقيض الله ميكانيكياً، ونقيض كلّ الخير، فليس هنالك في ما قرأت دعوة واحدة في الفلسفة الربانية للاندفاع نحو المركز، كلها دعوات للانبثاق، ويمارس الإنسان الضال القابض تماماً كما امبراطورية الهيمنة اندفاعة لا هوادة فيها نحو المركز، نحو المراكمة، وتسحق في مسيرتها هذه من حيث تدري ولا تدري كلّ القيَم وكلّ الـ “أنا” المثالية وكلّ الفضيلة.