الرئيس الكولومبيّ هزيمة أميركيّة جديدة
كولومبيا هي الدولة الثانية من حيث الحجم بعد البرازيل في أميركا اللاتينية، والدولة التي كانت تخوض فيها واشنطن حرباً عسكرية ضد القوات الثورية المسلحة بواسطة الجيش المحلي، والجار الذي كانت تعتمد عليه واشنطن في كل مؤامراتها لاستهداف وفنزويلا والإكوادور والبيرو، الدول التي اختارت النهج التحريريّ واليساريّ، بعدما نالت البرازيل نصيبها في زمن رئاسة دي لولا حيث كانت كولومبيا الظهير الذي تمركز فيه اليمين وخاض منها معركة العودة إلى الحكم.
انتصار اليسار في الانتخابات الرئاسية لكولومبيا ليس حدثاً عادياً في القارة التي لم تهدأ ثورتها التحرريّة منذ انطلاقة ثورة سيمون دو بوليفار في مطلع القرن التاسع عشر محققاً تحرير ست دول في أميركا اللاتينية منها فنزويلا وكولومبيا، من الاحتلال الإسباني، منشئاً كولومبيا العظمى التي ضمت أجزاء كبيرة من كولومبيا وفنزويلا والبيرو والإكوادور وبوليفيا وبنما.
وصول الرئيس اليساري غوستافو بيترو والاعتراف الأميركي بالهزيمة الديمقراطية، يعني أن تحولاً كبيراً يوشك أن يحدث في خريطة القارة الحمراء، كما يعني أن فنزويلا ستتنفس الصعداء ومعها شركاؤها في خيار اليسار الإصلاحي والثوري، من الأرجنتين إلى البيرو والإكوادور وبوليفيا والمكسيك وكوبا ونيكاراغوا.
المشهد الجديد في القارة سينعش الحركات الثورية والتحررية والإصلاحية في دول أميركا اللاتينية التي تنتظر عودة البرازيل الى موقعها الأصيل، لكن الأكيد أن القطار قد بلغ محطة هامة واستثنائية مع نتائج انتخابات كولومبيا، وفتحت صفحة جديدة في تاريخ القارة.