موسكو: أحبطنا هجوماً لكييف وعناصر أوكرانية لا تبدي رغبتها في قتالنا
تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، بأن تواصل بلاده “تعزيز وتطوير قواتها المسلحة وفقاً للتهديدات”.
وقال بوتين، في كلمةٍ ألقاها خلال لقائه مع خريجي الأكاديميات العسكرية في موسكو، إنّ “صاروخ سارمات سيدخل الخدمة في القوات المسلحة الروسية نهاية العام الجاري”.
ونفّذت روسيا أول إطلاق للصاروخ الباليستي العابر للقارات “سارمات” من قاعدة بليسيتسك الفضائية في منطقة أرخانغيلسك في 20 نيسان/أبريل الماضي.
على صعيد متصل، اعتبر المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أنّ الأزمة بشأن أوكرانيا ستطول، مؤكّداً أنه لا يمكن الوثوق بالغرب مرّة أخرى.
وأوضح بيسكوف، في مقابلةٍ مع “شبكة nbc” الأميركية، أن الأميركيّين اللذين اعتقلا في أوكرانيا خلال قتالهما الى جانب الجيش الأوكراني “هدّدا حياة الجنود الروس، ويجب محاسبتهما على هذه الجرائم”، موضحاً أنهما غير مشمولين باتفاقية جنيف بشأن أسرى الحرب، لأنّهما ليسا في الجيش الأوكراني.
وتابع: إن “روسيا لا يمكنها ضمان عدم صدور حكم بالإعدام في دونيتسك على المرتزقين الأميركيين اللذين وقعا في الأسر بضواحي خاركوف شرقي أوكرانيا”.
وأسر المرتزقان الأميركيان، وهما ألكسندر دريك (39 عاماً)، وآندي هوين (27 عاماً)، في معركة شرسة في ضواحي مدينة خاركوف شمال شرقي أوكرانيا. ويُعتقد أنهما أول أميركيين يقعان في الأسر لدى الجيش الروسي.
بدورها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنّ ليتوانيا تتصرف “بعدائية وعدوانية تجاه روسيا”، مشيرةً إلى أنّ فيلنيوس تجاوزت الحدود غير الودية بحظرها عبور البضائع إلى مقاطعة كالينينغراد الروسية.
وأوضحت زاخاروفا، في لقاء تلفزيوني: “إنهم يتصرفون بعدائية. لقد تجاوزوا الحدود غير الودية، بل تجاوزوا السلوك المخالف للقانون الدولي. إنهم يتصرفون بعدوانية وعدائية”.
وتابعت: “أتمنى أن يكون لدى ممثلي ليتوانيا بقايا نوع من الاحتراف في تقييم الوضع… عليهم أن يدركوا العواقب، ويا للأسف، ستكون هناك عواقب”.
وأعلنت الخارجية الروسية مطالبة سفير الاتحاد الأوروبي، ماركوس إديرير، بالاستئناف الفوري للعبور إلى مقاطعة كالينينغراد عبر ليتوانيا، وإلا فإنّ موسكو سترد على هذا الحظر.
من جانبه، وضع سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف التدابير الأخيرة من جانب ليتوانيا، في إطار ما اعتبره “حشد الناتو للوجود العسكري والاستخباراتي قرب الحدود الروسية، وكذلك الضغط السياسي والإعلامي والاقتصادي غير المسبوق من الغرب “ ضد روسيا، متوعداً برد قريب على تلك التدابير.
في هذه الأثناء، غادرت أوّل سفينة أجنبية “آزوف كونكورد”، التي ترفع علم دولة مالطا، ميناء ماريوبل على طول الممر الذي أمّنته القوّات المسلّحة الرّوسية.
وأشارت المصادر إلى أنّ “سفينة الشّحن الجاف تتجه إلى ميناء نوفوروسيسك في روسيا برفقة سفن حربية روسيّة”.
وأضافت أنّه “تضرّرت السفينة خلال المعارك في ماريوبل”، مؤكّدةً أنّ “مالك السفينة تمكّن على الفور من استعادة جميع الأنظمة وفريق العمل”.
وأوضحت أنّه “قبل المغادرة، دفعت الشّركة المالكة للسّفينة أجور الخدمات كاملة”.
وعلى وقع بدء مناورات عسكرية روسية في بحر البلطيق رداً على إجراء ليتوانيا في كالينينغراد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأنّ مدافع “الهاوتزر M-777” عيار 155 ملم التي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية لأوكرانيا، أصبحت “هدفاً جيداً” لقواتها، مشيرة إلى تمكن القوات الروسية من إحباط هجوم من قبل كييف بهدف الاستيلاء على جزيرة زميني، التابعة لمقاطعة أوديسا على الجانب الغربي من الواحل الأوكرانية على البحر الأسود.
وأكد المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، أمس، تدمير 15 من تلك المدافع، إلى جانب تدمير مستودعات للذخيرة في جمهورية لوغانسك، ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز Buk-M1 في دونيتسك الشعبية، فضلاً عن تدمير معدات عسكرية أخرى، من بينهما مدافع ميدانية وراجمات صواريخ.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت تسليم كييف 90 مدفعاً من النوع المذكور، في منتصف أيار/مايو الفائت، ضمن سلسلة من حزمات الدعم العسكري الأميركي للقوات الأوكرانية.
وأشار كوناشينكوف إلى أنّه “نتيجةً للضربات الجوية والصاروخية والمدفعية، تمّ القضاء على 570 من القوميين المتطرفين، إضافةً إلى تدمير 13 دبابة ومدرعة أخرى و29 مركبة خاصة”، مضيفاً أنّ “الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز Su-25 في مقاطعة خاركيف، و19 طائرة بدون طيار في دونيتسك وخاركوف”.
ولفت إلى أنه تمّ اعتراض 5 صواريخ تكتيكية من طراز “توتشكا-أو”، و 30 قذيفة من راجمات صواريخ “أوراغان” في لوغانسك ودونيتسك وخاركوف.
وأكمل كوناشينكوف أنّ القوات الأوكرانية “تستمر في تكبّد خسائر كبيرة”، كاشفاً أنّ “اللواء 57 الميكانيكي الأوكراني، الذي يعمل في منطقة سيفيرودونيتسك، لم يبقَ في إحدى كتائبه سوى 28 عسكرياً في الخدمة، بينما لم يبقَ في كتيبة أخرى سوى أفراد القيادة، وذلك في ظلّ استنفاد الاحتياطيات للتعويض عن الخسائر”.
وكشف أن جنوداً من لواء الدفاع الإقليمي 101 التابع للقوات الأوكرانية أكدوا أنّهم “لا يريدون المشاركة في الأعمال القتالية”، وغادروا بدون إذن إلى منطقة بعيدة عن الجبهة، مبيناً أن عدد هؤلاء “الرافضين للخدمة” أكثر من 600 فرد.