بن سلمان في تركيا: أردوغان يتطلع إلى استقطاب استثمارات سعودية
بعد زيارته القاهرة، وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمس، إلى تركيا في زيارته الرسمية الأولى لهذا البلد بعد 9 سنوات من خلافات فاقمها اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.
وقبيل وصول ابن سلمان إلى أنقرة، صرّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: «سنرى إلى أي مستوى يمكننا الارتقاء في العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية».
وفي إطار عودة الدفء إلى العلاقات التركية السعودية، زار إردوغان في نيسان/ أبريل الماضي السعودية وبحث مع ولي العهد سبل «تطوير» العلاقات بين البلدين، فيما قرر القضاء التركي مؤخراً حفظ قضية اغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي، وإحالة الملف إلى السلطات السعودية.
ووصل ولي عهد السعودية إلى أنقرة، ضمن جولة إقليمية بدأها الاثنين الماضي بمصر على أن تشمل الأردن وتركيا تباعاً.
ولم يُكشف عن برنامج الزيارة لتركيا بعد، إلا أنّ اتفاقيات عدة ستوقّع على ما أفاد به مسؤول تركي رفيع المستوى.
وفي سياق تقييم الزيارة في ميزان العلاقات بين أنقرة، والرياض، رأى سونر كاغابتاي، وهو باحث في معهد «واشنطن إنستيتوت فور نير إيست بوليسي»، أنّ «هذه الزيارة هي من الأهم في أنقرة منذ قرابة عقد من الزمن»، مذكّراً أنّ الخلاف بين الرياض وأنقرة يعود إلى عام 2013 على خلفية دعم أنقرة للإخوان المسلمين في مصر، إلى جانب التباينات في مواقف البلدين إزاء مقاطعة قطر، واغتيال خاشقجي.
وقبل أقل من سنة على إجراء الانتخابات الرئاسية المقرّرة في منتصف حزيران/يونيو 2023، وفي ظل ارتفاع معدلات التضخم في تركيا، اعتبر كاغابتاي أنّ «إردوغان وضع كبرياءه جانباً بعض الشيء، باعتبار أن لديه هدف وحيد الفوز بالانتخابات المقبلة»، مشيراً إلى أنّ الرئيس التركي الذي زار الإمارات في منتصف شباط/فبراير «يسعى بجميع الطرق لاستقطاب استثمارات خليجية».
بدوره، أفاد زعيم حزب المعارضة الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو بأنّه «تمت إحالة ملف (خاشقجي) إلى السعودية في مقابل المال مثل المتسولين».
يشار إلى أن الرئيس التركي تراجعاً كبيراً في قيمة الليرة التركية وتضخماً بلغ 73.5 بمعدل سنوي في أيار/مايو ما يلقي بظلال الشك على احتمال إعادة انتخابه بحسب استطلاعات الرأي.